اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَثَمُودَاْ فَمَآ أَبۡقَىٰ} (51)

قوله : { وَثَمُودَ فَمَا أبقى } قد تقدم الخلاف في «ثَمُود » بالنسبة إلى الصرف وعدمه في سورة «هود »{[53785]} . وفي انتصابه هنا وجهان :

أحدهما : أنه معطوف على «عَاداً » .

والثاني : أنه منصوب بالفعل المقدر أي «وَأَهْلَكَ » . قاله أبو البقاء ، وبه بدأ . ولا يجوز أن ينتصب ب «أَبْقَى » لأن ما بعد «ما » الثانية لا يعمل فيها قَبْلَهَا{[53786]} ، والظاهر أنّ متعلق «أبقى » عائد على من تقدم من عادٍ وثمود أي فما أبقى عليهم - أي على عادٍ وثمود - أو يكون التقدير : فما أبقى منهم أحداً ، ولا عيناً تَطْرِفُ . ويؤيد هذا قوله : { فَهَلْ ترى لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ } [ الحاقة : 8 ] .


[53785]:من الآية 61 من سورة هود قوله: {وإلى ثمود أخاهم صالحا}. وقد قرأ الجمهور بالصرف وقرأ عاصم والحسن وعصمة دون الصرف.
[53786]:التبيان 1191.