البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَثَمُودَاْ فَمَآ أَبۡقَىٰ} (51)

وقرأ الجمهور : وثمودا مصروفاً ، وقرأه غير مصروف : الحسن وعاصم وعصمة .

{ فما أبقى } : الظاهر أن متعلق أبقى يرجع إلى عاد وثمود معاً ، أي فما أبقى عليهم ، أي أخذهم بذنوبهم .

وقيل : { فما أبقى } : أي فما أبقى منهم عيناً تطرف .

وقال ذلك الحجاج بن يوسف حين قيل له إن ثقيفاً من نسل ثمود ، فقال : قال الله تعالى : { وثموداْ فما أبقى } ، وهؤلاء يقولون : بقيت منهم بقية ، والظاهر القول الأول ، لأن ثمود كان قد آمن منهم جماعة بصالح عليه السلام ، فما أهلكهم الله مع الذين كفروا به .