وقوله : { يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصيحة بالحق } بدل من قوله : { يَوْمَ يُنَادِ } .
أى : يوم يسمعون صيحة البعث من القبور . والحشر للجزاء ، سماعها ملتبسا بالحق الذى لا يحوم حوله باطل ، والمراد بهذه الصيحة : النفخة الثانية { ذَلِكَ } اليوم هو { يَوْمُ الخروج } من الأجداث كأنهم جراد منتشر .
وشبيه بهذه الآية قوله - تعالى - : { وَنُفِخَ فِي الصور فَإِذَا هُم مِّنَ الأجداث إلى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ } { قَالُواْ ياويلنا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرحمن وَصَدَقَ المرسلون }
فأما هنا فعبر عن النفخة بالصيحة . وصور مشهد الخروج . . ومشهد تشقق الأرض عنهم . هذه الخلائق التي غبرت في تاريخ الحياة كلها إلى نهاية الرحلة . تشقق القبور التي لا تحصى . والتي تعاقب فيها الموتى . كما يقول المعري :
رب قبر قد صار قبرا مرارا ضاحك من تزاحم الأضداد
ودفين على بقايا دفين في طويل الآجال والآماد
كلها تشقق ، وتتكشف عن أجساد ورفات وعظام وذرات تائهة أو حائلة في مسارب الآرض ، لا يعرف مقرها إلا الله . . وإنه لمشهد عجيب لا يأتي عليه الخيال !
و : { الصيحة } هي صيحة المنادي و : { الخروج } هو من القبور ، و : «يومه » هو يوم القيامة ، و { يوم الخروج } في الدنيا هو يوم العيد قال حسان بن ثابت : [ الكامل ]
ولأنت أحسن إذ برزت لنا . . . يوم الخروج بساحة القصر
من درة أغلى الملوك بها . . . مما تربَّب حائر البحر{[10575]}
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.