نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{يَوۡمَ يَسۡمَعُونَ ٱلصَّيۡحَةَ بِٱلۡحَقِّۚ ذَٰلِكَ يَوۡمُ ٱلۡخُرُوجِ} (42)

ولما عظم هذا المقام بما كساه من ثوب الإجمال أبدل منه إيضاحاً وزيادة في التعظيم قوله : { يوم يسمعون } أي الذين ينادون { الصيحة } أي صيحة أصمتهم المستنفر لهم إلى بدر في الدنيا ، فكانت صيحة قاضية بصممهم عن جميع تصرفاتهم ، وصيحة النفخة الثانية في الصورة في الآخرة فهما نفختا حشر إلى القضاء بين المحق والمبطل { بالحق } أي لأمر الثابت الذي كانوا يسمونه سحراً ، ويعدونه خيالاً ، فيعلمون حينئذ أن الواقع قد يطابقه ، فكان حقاً فإنه قد طابقه الواقع ، فكان الإخبار به صدقاً .

ولما عظمه سبحانه باجمال بعد إجمال ، إشارة إلى أن ما فيه من شديد الأهوال ، يطول شرحه بالمقال ، زاده تعظيماً بما أنتجه الكلام فقال : { ذلك } أي اليوم العظيم الذي يظهر به المجد ويعلو بضعفاء المؤمنين المجد { يوم الخروج } أي الذي لا خروج أعظم منه وهو خروجهم من بيوتهم في الدنيا إلى مصارعهم ببدر ، ومن قبورهم من الأرض التي خلقوا-{[61265]} منها إلى مقامعهم في النار .


[61265]:زيد من مد.