اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{يَوۡمَ يَسۡمَعُونَ ٱلصَّيۡحَةَ بِٱلۡحَقِّۚ ذَٰلِكَ يَوۡمُ ٱلۡخُرُوجِ} (42)

قوله : «يَوْمَ يَسْمَعُونَ » بدل من «يَوْمَ يُنَادِي »{[52608]} و«بِالْحَقِّ » حال من «الصَّيْحَة » أي ملتبسة بالحق أو من الفاعل أي يسمعون مُلْتَبِسِينَ بسماع الحق .

قوله { ذَلِكَ يَوْمُ الخروج } يجوز أن يكون التقدير : ذلك الوقت - أي وقت النداء والسماع - يوم الخروج . ويجوز أن يكون «ذلك » إشارة إلى النداء ، ويكون قد اتسع في الظرف فأخبر به عن المصدر ، أو فقدر مضاف ، أي ذَلِكَ النداء والاستماع نداءُ يوم الخروج ، واستماعه{[52609]} . واللام في «الصَّيحة » للتعريف ، لقوله : { إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً } [ يس : 29 ] . والمراد بالحق : الحشر أو اليقين ، يقال : صَاحَ فلانٌ بِيَقِين لا بظنٍّ وتخمين أي وجد منه الصياح يقيناً لا كالصَّدى وغيره ، أو يكون المراد المقترنة بالحق{[52610]} ، يقال : اذْهَبْ بالسَّلاَمة وارْجِع بالسَّعَادَة أي مقروناً ومصحوباً .

وقيل : «بالْحَقِّ » قسم ، أي يسمعون الصيحة بالله ( وَ ){[52611]} الْحَقِّ . وهو ضعيف{[52612]} وقوله : { ذَلِكَ يَوْمُ الخروج } أي من القبور .


[52608]:قاله أبو البقاء في التبيان 1177 وأبو حيان في البحر 8/130.
[52609]:بالمعنى من المرجع السابق وانظر تفسير الرازي 28/188.
[52610]:وتكون الباء للتعدية والإلصاق، فإن التعدية قد تتحقق بالباء، يقال: ذُهب بزيد، على معنى ألصِقَ الذهاب بزيد فوجد قائما به فصار مفعولا.
[52611]:زيادة من النسختين لا معنى لها.
[52612]:وانظر تفسير الرازي السابق.