وقوله إنّها ساءَتْ مُسْتَقَرّا وَمُقاما يقول : إن جهنم ساءت مستقرا ومقاما ، يعني بالمستقرّ : القرار ، وبالمقام : الإقامة كأن معنى الكلام : ساءت جهنم منزلاً ومقاما . وإذا ضمت الميم من المقام فهو من الإقامة ، وإذا فتحت فهو من : قمتُ ، ويقال : المقام إذا فتحت الميم أيضا هو المجلس . ومن المُقام بضمّ الميم بمعنى الإقامة ، قول سلامة بن جندل :
يَوْمانِ : يَوْمُ مُقاماتٍ وأنْدِيَةٍ *** وَيَوْمُ سَيْرٍ إلى الأعْداءِ تأْوِيَبا
ومن المَقام الذي بمعنى المجلس ، قول عباس بن مرداس :
فَأتّي ما وأيّكَ كانَ شَرّا *** فَقِيدَ إلى المَقامَة لا يَرَاها
وقرأ جمهور الناس «مُقاماً » بضم الميم من الإقامة ، ومنه قول الشاعر : «حيوا المقام وحيوا ساكن الدار »{[8876]} ، وقرأ فرقة «مَقاماً » بفتح الميم من قام يقوم فجنهم ضد مقام كريم والأول أفصح وأشهر .
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
{إنها ساءت مستقرا ومقاما} يعني: بئس المستقر وبئس الخلود...
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
وقوله:"إنّها ساءَتْ مُسْتَقَرّا وَمُقاما" يقول: إن جهنم ساءت مستقرا ومقاما، يعني بالمستقرّ: القرار، وبالمقام: الإقامة كأن معنى الكلام: ساءت جهنم منزلاً ومقاما.
الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :
{سَاءتْ} في حكم «بئست»، وفيها ضمير مبهم يفسره مستقرّاً، والمخصوص بالذم محذوف، معناه: ساءت مستقرّاً ومقاماً هي. وهذا الضمير هو الذي ربط الجملة باسم إنّ وجعلها خبراً لها. ويجوز أن يكون {سَاءتْ} بمعنى: أحزنت... و {مُسْتَقَرّاً}... والتعليلان يصحّ أن يكونا متداخلين ومترادفين، وأن يكونا من كلام الله وحكاية لقولهم.
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
ولما ثبت لها هذا الوصف، أنتج قوله: {إنها ساءت} أي تناهت هي في كل ما يحصل منه سوء، وهي في معنى بئست في جميع المذام {مستقراً} أي من جهة موضع استقرار {ومقاماً} أي موضع إقامة.
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي 1376 هـ :
{إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا} وهذا منهم على وجه التضرع لربهم، وبيان شدة حاجتهم إليه وأنهم ليس في طاقتهم احتمال هذا العذاب، وليتذكروا منة الله عليهم، فإن صرف الشدة بحسب شدتها وفظاعتها يعظم وقعها ويشتد الفرح بصرفها.
التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :
جملة {إنها ساءت مستقراً ومقاماً} يجوز أن تكون حكاية لكلام القائلين فتكون تعليلاً ثانياً مؤكّداً لتعليلهم الأول، وأن تكون من جانب الله تعالى دون التي قبلها فتكون تأييداً لتعليل القائلين. وأن تكون من كلام الله مع التي قبلها فتكون تكريراً للاعتراض.
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.