البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{إِنَّهَا سَآءَتۡ مُسۡتَقَرّٗا وَمُقَامٗا} (66)

و { ساءت } احتمل أن يكون بمعنى بئست .

والمخصوص بالذم محذوف وفي { ساءت } ضمير مبهم ويتعين أن يكون { مستقراً ومقاماً } تمييز .

والتقدير { ساءت مستقراً ومقاماً } هي وهذا المخصوص بالذم هو رابط الجملة الواقعة خبراً لأن .

ويجوز أن يكون { ساءت } بمعن أحزنت فيكون المفعول محذوفاً أي ساءتهم .

والفاعل ضمير جهنم وجاز في { مستقراً ومقاماً } أن يكونا تمييزين وأن يكونا حالين قد عطف أحدهما على الآخر .

والظاهر أن التعليلين غير مترادفين ذكر أولاً لزوم عذابها ، وثانياً مساءة مكانها وهما متغايران وإن كان يلزم من لزوم العذاب في مكان دم ذلك المكان .

وقيل : هما مترادفان ، والظاهر أنه من كلام الداعين وحكاية لقولهم .

وقيل : هو من كلام الله ، ويظهر أن قوله { ومقاماً } معطوف على سبيل التوكيد لأن الاستقرار والإقامة كأنهما مترادفان .

وقيل : المستقر للعصاة من أهل الإيمان فإنهم يستقرون فيها ولا يقيمون ، والإقامة للكفار .

وقرأت فرقة { ومَقاماً } بفتح الميم أي مكان قيام ، والجمهور بالضم أي مكان إقامة .