غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{إِنَّهَا سَآءَتۡ مُسۡتَقَرّٗا وَمُقَامٗا} (66)

51

{ وساءت } إما بمعنى أحزنت وفيها ضمير اسم إن ومستقر حال أو تمييز ، وإما بمعنى بئست وفيها ضمير مبهم يفسره { مستقراً } والمخصوص بالذم وهو الرابط أيضا محذوف أي ساءت مستقراً ومقاماً هي . والظاهر أن الجملتين منقول الداعين . وجوز جار الله أن يكون من كلام الله ، والتعليلان يصح أن يكونا متداخلين بأن يكون قوله { إنها ساءت } تعليلاً لقوله { أن عذابها كان غراماً } وأن يكونا مترادفين كل منهما تعليل لقوله : { ربنا اصرف } قال المتكلمون : التعليل الأول إشارة إلى أن عقاب أهل النار مضرة خالصة ، والتعليل الثاني إشارة إلى كونها دائمة وقد يفرق بين المستقر والمقام بأن المستقر للعصاة من أهل الإيمان والمقام للكفار الذين لا خلاص لهم منها .

/خ77