وقوله : وَطُورِ سِينِينَ اختلف أهل التأويل في تأويله ، فقال بعضهم : هو جبل موسى بن عمران صلوات الله وسلامه عليه ومسجده . ذكر من قال ذلك :
حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا معاذ بن هشام ، قال : ثني أبي ، عن قتادة ، عن قزعة ، قال : قلت لابن عمر : إني أريد أن آتي بيت المقدس وَطُورِ سِينِينَ فقال : لا تأت طور سينين ، ما تريدون أن تدعوا أثر نبيّ إلاّ وطئتموه . قال قتادة : وَطُورِ سِينِينَ : مسجد موسى صلى الله عليه وسلم .
حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا روح ، قال : حدثنا عوف ، عن الحسن ، في قوله : وَطُورِ سِينِينَ قال : جبل موسى .
قال : ثنا عوف ، عن يزيد أبي عبدالله ، عن كعب ، في قوله : وَطُورِ سِينِينَ قال : جبل موسى صلى الله عليه وسلم .
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس : وَطُورِ سِينِينَ قال : هو الطّور .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : وَطُورِ سِينِينَ قال : مسجد الطور .
وقال آخرون : الطّور : هو كلّ جبل يُنْبِتُ . وقوله سِينِينَ : حسن . ذكر من قال ذلك :
حدثنا عمران بن موسى القزّاز ، قال : حدثنا عبد الوارث بن سعيد ، قال : حدثنا عمارة ، عن عكرِمة ، في قوله : وَطُورِ سِينِينَ قال : هو الحسن ، وهي لغة الحبشة ، يقولون للشيء الحسن : سِينا سِينا .
حدثنا يعقوب بن إبراهيم ، قال : حدثنا ابن عُلَية ، عن أبي رجاء ، قال : سُئل عكرِمة ، عن قوله وَطُورِ سِينِينَ قال : طُور : جبل ، وسِينين : حَسَنٌ بالحبشية .
حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا الصباح بن محارب ، عن سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن ميمون ، قال : صليت خلف عمر بن الخطاب رضي الله عنه المغرب ، فقرأ في أوّل ركعة ( وَالتّينِ وَالزّيْتُونِ وطُورِ سِينِينَ ) قال : هو جبل .
حدثني يعقوب ، قال : حدثنا المعتمر ، قال : سمعت الحكم يحدّث ، عن عكرِمة ( وَطُورِ سِينِينَ ) قال : سواء عليّ نبات السهل والجبل .
حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا عبد الرحمن ، قال : حدثنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ( وَطُورِ سِينِينَ ) قال : الجبل .
حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا مُؤَمّل ، قال : حدثنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ( وَطُورِ سِينِينَ ) : جبل .
حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا وكيع ، عن سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، مثله .
حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا مِهْران ، عن سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ( وَطُورِ سِينِينَ ) الجبل .
حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا وكيع ، عن النضر ، عن عكرِمة ، قال : الطور : الجبل ، والسينين : الحسن ، كما ينبت في السهل ، كذلك ينبت في الجبل .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : حدثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن الكلبيّ ، أما ( وَطُورِ سِينِينَ ) فهو الجبل ذو الشجر .
وقال آخرون : هو الجبل ، وقالوا : سينين : مبارك حسن . ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحرث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد وَطُورِ : الجبل وسِينِينَ قال : المبارك .
حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ( وَطُورِ سِينِينَ ) قال : جبل مبارك بالشام .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : حدثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ( وَطُورِ سِينِينَ ) قال : جبل بالشام ، مُبارك حسن .
وأولى الأقوال في ذلك بالصواب : قول من قال : طور سينين : جبل معروف ، لأن الطور هو الجبل ذو النبات ، فإضافته إلى سينين تعريف له ، ولو كان نعتا للطور ، كما قال من قال معناه حسن أو مبارك ، لكان الطور منوّنا ، وذلك أن الشيء لا يُضاف إلى نعته ، لغير علة تدعو إلى ذلك .
وأما { طور سينين } ، فلم يختلف أنه جبل بالشام كلم الله عليه موسى ، ومنه نودي ، وفيه مسجد موسى فهو الطور ، واختلف في قوله { سينين } ، فقال مجاهد وعكرمة : معناه حسن مبارك ، وقيل : معناه ذو الشجر ، وقرأ الجمهور بكسر السين «سِينين » ، وقرأ ابن أبي إسحاق وأبو رجاء بفتح السين وهي لغة بكر وتميم «سَينين » ، وقرأ عمربن الخطاب وطلحة والحسن وابن مسعود : «سِيناء » بكسر السين ، وقرأ أيضاً عمر بن الخطاب : «سَيناء » بالفتح ، وقيل معنى { سينين } : المبارك ، وقيل معنى { سينين } : شجر واحدتها سينية ، قاله الأخفش سعيد بن مسعدة .
وأما { طور سينين } فهو الجبل المعروف ب« طور سينا » . والطور : الجبل بلغة النبَط وهم الكنعانيون ، وعرف هذا الجبل ب { طور سينين } لوقوعه في صحراء « سينين » ، و« سينين » لغة في سِين وهي صحراء بين مصر وبلاد فلسطين . وقيل : سينين اسم الأشجار بالنبطية أو بالحبشية ، وقيل : معناه الحسن بلغة الحبشة .
وقد جاء تعريبه في العربية على صيغة تشبه صيغة جمع المذكر السالم وليس بجمع ، مجاز في إعرابه أن يعرب مثل إعراب جمع المذكر بالواو نيابة عن الضمة ، أو الياء نيابة عن الفتحة أو الكسرة ، وأن يحكى على الياء مع تحريك نونه بحركات الإِعراب مثل : صِفِّين ويَبْرِين وقد تقدم عند قوله تعالى : { والطور وكتاب مسطور } [ الطور : 1 ، 2 ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.