والأرض وما طحاها * ونفس وما سواها وجعل الماءات مصدرية يجرد الفعل عن الفاعل ويخل بنظم قوله فألهمها فجورها وتقواها بقوله وما سواها إلا أن يضمر فيه اسم الله للعلم به وتنكير نفس للتكثير كما في قوله تعالى علمت نفس أو للتعظيم والمراد نفس آدم وإلهام الفجور والتقوى إفهامهما وتعريف حالهما أو التمكين من الإتيان بهما .
و «طحا » بمعنى «دحا » و «طحا » أيضاً في اللغة بمعنى ذهب كل مذهب ، ومنه قول علقمة بن عبدة : [ الطويل ]
طحا بك قلب في الحسان وطروب . . . بعيد الشباب عمر حان مشيب{[11848]}
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
يعني أقسم بالأرض ، وبالذي بسطها ، يعني الرب تعالى نفسه ،...
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
وهذه أيضا نظير التي قبلها ، ومعنى الكلام : والأرض ومَنْ طحاها . ومعنى قوله : "طَحاها" : بسطها يمينا وشمالاً ، ومن كلّ جانب . وقد اختلف أهل التأويل في معنى قوله : "طَحاها" ؛
فقال بعضهم : معنى ذلك : والأرض وما خلق فيها ...
وقال آخرون : يعني بذلك : وما بسطها...
وقال آخرون : بل معنى ذلك : وما قسمها .
التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :
قسم آخر بالأرض وما طحاها ... قال مجاهد والحسن : طحاها ودحاها واحد ، بمعنى بسطها، يقال طحا يطحو طحوا ودحا يدحو دحوا ...ومعناه انبسط بك إلى مذهب بعيد ... وأصل الطحو البسط الواسع . ...
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
{ والأرض } أي التي هي فراشكم بمنزلة محال تصرفاتكم بالعقل في المعاني المقصودة { وما طحاها } أي بسطها على وجه هي فيه محيطة بالحيوان كله ومحاط بها في مقعر الأفلاك ، وهي مع كونها ممسكة بالقدرة كأنها طائحة في تيار بحارها ، وهي موضع البعد والهلاك ومحل الجمع - كل هذا بما يشير إليه التعبير بهذا اللفظ إشارة إلى ما في سعي الإنسان من أمثال هذا ...
في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :
والطحو كالدحو : البسط والتمهيد للحياة...... وطحو الأرض أو دحوها كما قال في الآية الأخرى : والأرض بعد ذلك دحاها أخرج منها ماءها ومرعاها . وهو أكبر هذه الخصائص والموافقات ...
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.