اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا طَحَىٰهَا} (6)

قوله : { والأرض وَمَا طَحَاهَا } . أي : وطحوها ، وقيل : من طحاها : أي بسطها ، قال عامة المفسرين : أي دحاها .

قال الحسن ومجاهد وغيرهما : طحاها ودحاها : واحد ، أي : بسطها من كل جانب{[60283]} .

والطَّحْوُ : البسطُ ، طحا ، يطحو ، طحواً ، وطحى يطحى طحياً ، وطحيت : اضطجعت ، عن أبي عمرو ، وعن ابن عباس : طحاها : أي قسمها{[60284]} ، وقيل : خلقها ؛ قال الشاعر : [ الوافر ]

5220- ومَا تَدْرِي جَذيمةُ مَنْ طَحاهَا *** ولا مَنْ سَاكِنُ العَرْشِ الرَّفيعِ{[60285]}

قال الماوردي : ويحتمل أنه ما خرج منها من نبات وعيون وكنوز ؛ لأنه حياة لما خلق عليها .

ويقال في بعض أيمان العرب : لا ، والقمر الطاحي ، أي : المشرق المرتفع .

قال أبو عمرو : طحا الرجل إذا ذهب في الأرض ، يقال : ما أدري أين طحا ؟ .

ويقال : طحا به قلبه ، إذا ذهب به كلِّ شيء ؛ قال علقمة : [ الطويل ]

5221- طَحَا بِكَ قَلبٌ في الحِسانِ طَرُوب*** . . . {[60286]}

قال ابن الخطيب{[60287]} : وإنما أخر هذا عن قوله تعالى : { والسمآء وَمَا بَنَاهَا } لقوله : { والأرض بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا } .


[60283]:أخرجه الطبري في "تفسيره" (12/601) عن مجاهد وابن زيد وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (6/601) عن قتادة وعزاه إلى عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر.
[60284]:أخرجه الطبري في "تفسيره" (12/106) وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (6/600) وزاد نسبته إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم.
[60285]:ينظر القرطبي 20/5.
[60286]:صدر بيت لعلقمة الفحل، وعجزه: *** يعيد الشباب عصر حان مشيب *** ينظر ديوانه ص 33، والأضداد ص 149، وخزانة الأدب 4/392، 11/289، وجمهرة اللغة ص 99، ورصف المباني ص 354، والمفضليات ص 391، وابن الشجري 2/267، ومعاهد التنصيص 1/63، والدر المصون 6/531.
[60287]:ينظر: الفخر الرازي 31/174.