الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي  
{وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا طَحَىٰهَا} (6)

قوله تعالى { والأرض وما طحاها }

أي وطحوها . وقيل : ومن طحاها ، على ما ذكرناه آنفا . أي بسطها ، كذا قال عامة المفسرين ، مثل دحاها . قال الحسن ومجاهد وغيرهما : طحاها ودحاها : واحد ، أي بسطها من كل جانب . والطحو : البسط ، طحا يطحو طحوا ، وطحى يطحي طحيا ، وطحيت : اضطجعت ، عن أبي عمرو . وعن ابن عباس : طحاها : قسمها . وقيل : خلقها ، قال الشاعر :

وما تدري جذيمةُ من طَحَاهَا *** ولا مَنْ سَاكِنُ العرشِ الرفيعِ

الماوردي : ويحتمل أنه ما خرج منها من نبات وعيون وكنوز ؛ لأنه حياة لما خلق عليها . ويقال في بعض أيمان العرب : لا ، والقمر الطاحي ، أي المشرف المشرق المرتفع . قال أبو عمرو : طحا الرجل : إذا ذهب في الأرض . يقال : ما أدري أين طحا ! ويقال : طحا به قلبه : إذا ذهب به في كل شيء . قال علقمة :

طَحَا بكَ قلبٌ في الحسانِ طَرُوبُ *** بُعَيْدَ الشباب عصرَ حان مشيبُ