فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا طَحَىٰهَا} (6)

{ والأرض وَمَا طحاها } الكلام في «ما » هذه كالكلام في التي قبلها ، ومعنى طحاها بسطها . كذا قال عامة المفسرين ، كما في قوله : { دحاها } قالوا : طحاها ودحاها واحد : أي بسطها من كل جانب ، والطحو : البسط . وقيل : معنى { طحاها } قسمها . وقيل : خلقها ، ومنه قول الشاعر :

وما يدري جذيمة من طحاها *** ولا من ساكن العرش الرفيع

والأوّل أولى . والطحو أيضاً : الذهاب . قال أبو عمرو بن العلاء : طحا الرجل : إذا ذهب في الأرض ، يقال : ما أدري أين طحا ؟ ويقال : طحا به قلبه : إذا ذهب به ، ومنه قول الشاعر :

طحا بك قلب في الحسان طروب *** بعيد الشباب عصر حان مشيب

/خ15