المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ رَءَاهُ نَزۡلَةً أُخۡرَىٰ} (13)

13 - ولقد رأى محمد جبريل على صورته مرة أخرى ، في مكان لا يعلم علمه إلا الله ، سماه «سدرة المنتهى » ، وأنبأ أن عنده جنة المأوى ، إذ يغشاها ويغطيها من فضل الله ما لا يحيط به وصف ، ما مال بصر محمد عما رآه ، وما تجاوز ما أُمر برؤيته .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ رَءَاهُ نَزۡلَةً أُخۡرَىٰ} (13)

ولما كان الشيء أقوى ما يكون إذا حسر البصر ، فإذا وافقه كون القلب في غاية الحضور كان أمكن ، فإذا تكرر انقطعت الأطماع عن التعلق بالمجادلة منه ، قال مؤكداً لأجل إنكارهم : { ولقد رآه } أي الله تعالى أو جبرئيل عليه السلام على صورته الحقيقية ، روى مسلم في الإيمان{[61694]} عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال { ما كذب الفؤاد ما رأى } { ولقد رآه{[61695]} نزلة أخرى } ، قال : " رآه بفؤاده مرتين " وجعل ابن برجان الإسراء مرتين : الأولى بالفؤاد مقدمة وهذه بالعين .

ولما كان ذلك لا يتأتي إلا بتنزل يقطع مسافات البعد التي هي الحجب ليصير به بحيث يراه البشر ، عبر بقوله : { نزلة } وانتصب على الظرفية لأن الفعلة بمعنى المرة { أخرى } أي ليكمل له الأمر مرة في عالم الكون والفساد وأخرى في المحل الأنزه الأعلى ،


[61694]:- راجع 1/ 98.
[61695]:- زيد من صحيح مسلم.