ثم قال : { ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى } [ 13 ] أي : رأى محمد جبريل مرة أخرى في هذا الموضع على صورته قاله مجاهد {[65751]} . وقاله {[65752]} الربيع ، وهو قول ابن مسعود {[65753]} .
وروي : أن عائشة رضي الله عنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رؤية جبريل فقال : لم أره على صورته إلا هاتين المرتين ، رأيته منهبطا من/ السماء سادا عظيم خلقه بين السماء والأرض {[65754]} .
وقال ابن عباس : رأى ربه بقلبه ، فقال له رجل عند ذلك أليس قد قال : { لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار } {[65755]} فقال له عكرمة : أليس ترى السماء ؟ فقال : بلى ، قال : أفكلها ترى {[65756]} .
ومعنى سدرة المنتهى أي : عند السدرة التي إليها ينتهي علم كل عالم {[65757]} .
وقال كعب : هي سدرة في أصل العرش إليها ينتهي علم كل ملك {[65758]} مقرب أو نبي مرسل ما خلفها غيب لا يعلمه {[65759]} إلا الله .
وعن كعب أنه قال : إنها سدرة على رؤوس حملة العرش فإليها ينتهي علم الخلائق {[65760]} .
وقال عبد الله : هي سدرة في السماء السادسة إليها ينتهي من يعرج من الأرض وإليها ينتهي ما يهبط من فوقها {[65761]} .
وقال الضحاك : في {[65762]} سدرة المنتهى {[65763]} : إليها ينتهي كل شيء من أمر الله جل ذكره {[65764]} لا يعدوها {[65765]} .
وقيل {[65766]} هي الجنة التي آوى إليها آدم عليه السلام وإنها في السماء الرابعة .
وقيل : هي سدرة إليها ينتهي كل من كان على سنة رسول الله ، روى ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم وأنه لما انتهى إليها ليلة الإسراء قيل له : إلى هذه السدرة ينتهي كل أحد خلا من أمتك على سنتك {[65767]} .
وروى علي بن أبي طالب رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : في سدرة المنتهى : نبقها كقلال هجر {[65768]} .
وقال الربيع بن أنس : إليها تنتهي أرواح الشهداء ، فلذلك سميت سدرة المنتهى {[65769]} .
وقال قتادة : أخبرني أنس بن مالك عن مالك بن {[65770]} صعصعة أن النبي صلى الله عليه وسلم {[65771]} قال : رأيت سدرة منتهاها في السماء السابعة نبقها كقلال هجر وورقها كأذان {[65772]} الفيلة يخرج من ساقها نهران باطنان ونهران ظاهران فقال : يا جبريلا هذا ؟ فقال : أما الباطنان ففي الجنة وأما الظاهران فالنيل والفرات {[65773]} .
وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : في صفتها : يسير الراكب في ظلها سبعين عاما لا يقطعها {[65774]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.