وقوله : أوْ يَذّكّرُ فَتَنْفَعَهُ الذّكْرَى يقول : أو يتذكّر فتنفعَه الذكرى : يعني يعتبر فينفعه الاعتبار والاتعاظ ، والقراءة على رفع : «فتَنْفَعُهُ » عطفا به على قوله : يَذّكّرُ ، وقد رُوي عن عاصم النصبُ فيه والرفعُ ، والنصب على أن تجعله جوابا بالفاء للعلّ ، كما قال الشاعر :
عَلّ صُرُوفَ الدّهْرِ أوْ دُولاتِها *** يُدِلْنَنَا اللّمّةَ مِنْ لَمّاتِها
فَتَسْتَرِيحَ النّفْسُ مِنْ زَفْراتِها *** وتُنْقَعَ الغُلّةُ مِنْ غُلاّتِها
وجملة { أو يذَّكَّر } عطف على { يزَّكَّى } ، أي ما يدريك أن يحصل أحد الأمرين وكلاهما مهم ، أي تحصل الذكرى في نفسه بالإِرشاد لما لم يكن يعلمه أو تذكر لِما كان في غفلة عنه .
وفي قوله تعالى : { فتنفعه الذكرى } اكتفاء عن أن يقول : فينفعه التزكي وتنفعه الذكرى لظهور أن كليهما نفع له .
والذكرى : هو القرآن لأنّه يذكّر الناس بما يغفلون عنه قال تعالى : { وما هو إلا ذكر للعالمين } [ القلم : 52 ] فقد كان فيما سأل عنه ابن أم مكتوم آيات من القرآن .
وقرأ الجمهور : { فتنفعُه } بالرفع عطفاً على « يذّكّر » . وقرأه عاصم بالنصب في جواب : { لعله يزكى } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.