البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{أَوۡ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ ٱلذِّكۡرَىٰٓ} (4)

وقرأ الجمهور : { أو يذكر } بشد الذال والكاف ، وأصله يتذكر فأدغم ؛ والأعرج وعاصم في رواية : أو يذكر ، بسكون الذال وضم الكاف .

وقرأ الجمهور : { فتنفعه } ، برفع العين عطفاً على { أو يذكر } ؛ وعاصم في المشهور ، والأعرج وأبو حيوة أبي عبلة والزعفراني : بنصبهما .

قال ابن عطية : في جواب التمني ، لأن قوله : { أو يذكر } في حكم قوله { لعله يزكى } . انتهى .

وهذا ليس تمنياً ، إنما هو ترج وفرق بين الترجي والتمني .

وقال الزمخشري : وبالنصب جواباً للعل ، كقوله : { فأطلع إلى إله موسى } انتهى .

والترجي عند البصريين لا جواب له ، فينصب بإضمار أن بعد الفاء .

وأما الكوفيون فيقولون : ينصب في جواب الترجي ، وقد تقدم لنا الكلام على ذلك في قوله : { فأطلع إلى إله موسى } في قراءة حفص ، ووجهنا مذهب البصريين في نصب المضارع .