الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{أَوۡ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ ٱلذِّكۡرَىٰٓ} (4)

قوله : { فَتَنفَعَهُ } : قرأ عاصم بنصبه ، والباقون برفعه . فأمَّا نصبُه فعلى جوابِ الترجِّي كقوله : *** { فَأَطَّلِعَ }

في سورة المؤمن [ الآية : 37 ] وهو مذهبٌ كوفيٌّ ، وقد تقدَّم الكلامُ في ذلك . وقال ابن عطية : " في جواب التمني ؛ لأنَّ قولَه " أو يَذَّكَّرُ " في حكم قولِه " لعلَّه يزَّكَّى " . قال الشيخ : " وهذا ليس تمنياً إنما هو تَرَجٍّ " . قلت : إنما يريد التمنيَ المفهومَ من الكلام ، ويدلُّ له ما قال أبو البقاء : " وبالنصب على جواب التمنِّي في المعنى " وإلاَّ فالفرقُ بين التمني والترجِّي لا يَجْهَلُه أبو محمد . وقال مكي : " مَنْ نصبه جَعَلَه جوابَ " لعلَّ " بالفاء لأنه غيرُ موجَبٍ فأشبه التمنيَ والاستفهامَ ، وهو غيرُ معروفٍ عند البصريين " .

وقرأ عاصمٌ في ورايةٍ والأعرجُ " أو يَذْكُرُ " بسكونِ الذالِ وتخفيفِ الكافِ مضومةً مضارعَ ذَكَرَ .