السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{أَوۡ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ ٱلذِّكۡرَىٰٓ} (4)

{ أو يذكر } فيه إدغام التاء في الذال أي : يتعظ وتسبب عن تزكيته وتذكره قوله تعالى : { فتنفعه الذكرى } أي : العظمة المسموعة منك ، وقرأ عاصم بنصب العين والباقون برفعها ، فمن رفع فهو نسق على قوله تعالى : { أو يذكر } ومن نصب فعلى جواب الترجي كقوله تعالى في غافر : { فأطلع إلى إله موسى } [ غافر : 37 ] . وقال ابن عطية في جواب التمني لأن قوله تعالى : { أو يذكر } في حكم قوله تعالى : { لعله يزكى } .

واعترض عليه أبو حيان : بأنّ هذا ليس تمنياً وإنما هو ترجٍ . وأجيب عنه : بأنه إنما يريد التمني المفهوم وقت الذكرى .

وقرأ { الذكرى } أبو عمرو وحمزة والكسائي بالإمالة محضة ، وورش بين اللفظين ، والباقون بالفتح وقيل : الضمير في لعله للكافر يعني : أنك طمعت في أن يتزكى بالإسلام أو يذكر فتقرّبه الذكرى إلى قبول الحق وما يدريك أنّ ما طمعت فيه كائن .