المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{فَأَمَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا فَعَسَىٰٓ أَن يَكُونَ مِنَ ٱلۡمُفۡلِحِينَ} (67)

67- هذا شأن المشركين ، فأمَّا من تاب من الشرك ، وآمن إيماناً صادقاً وعمل الصالحات ، فهو يرجو أن يكون عند الله من الفائزين برضوان الله وبالنعيم الدائم المستمر .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{فَأَمَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا فَعَسَىٰٓ أَن يَكُونَ مِنَ ٱلۡمُفۡلِحِينَ} (67)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{فأما من تاب} من الشرك {وآمن} يعني: وصدق بتوحيد الله عز وجل، {وعمل صالحا فعسى} والعسى من الله عز وجل واجب {أن يكون من المفلحين}.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره:"فأمّا مَنْ تابَ" من المشركين، فأناب وراجع الحقّ، وأخلص لله الألوهة، وأفرد له العبادة، فلم يشرك في عبادته شيئا "وآمَنَ "يقول: وصدّق بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، "وعَمِلَ صَالِحا" يقول: وعمل بما أمره الله بعمله في كتابه، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، "فَعَسَى أن يكُونَ مِنَ المُفْلِحِينَ". يقول: فهو من المُنْجِحِين المُدْرِكِين طَلِبتهم عند الله، الخالدين في جِنانه، وعسى من الله واجب.

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

{فَأَمَّا مَن تَابَ} من المشركين من الشرك، وجمع بين الإيمان والعمل الصالح {فعسى أَن} يفلح عند الله، و«عسى» من الكرام تحقيق. ويجوز أن يراد: ترجي التائب وطمعه، وكأنه قال: فليطمع أن يفلح.

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

اعلم أنه تعالى لما بين حال المعذبين من الكفار وما يجري عليهم من التوبيخ أتبعه بذكر من يتوب منهم في الدنيا ترغيبا في التوبة وزجرا عن الثبات على الكفر فقال: {فأما من تاب وآمن وعمل صالحا فعسى أن يكون من المفلحين} وفي عسى وجوه: أحدها: أنه من الكرام تحقيق والله أكرم الأكرمين وثانيها: أن يراد ترجي التائب وطمعه كأنه قال فليطمع في الفلاح.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

ولما علم بهذه الآيات حال من أصر على كفره وعمل سيئاً بطريق العبارة، وأشير إلى حال من تاب فوعد الوعد الحسن ألطف إشارة تسبب عن ذلك التشوف إلى التصريح بحالهم، فقال مفصلاً مرتباً على ما تقديره: هذا حال من أصر على كفره {فأما من تاب} أي عن كفره وقال: {وآمن} تصريحاً بما علم التزاماً، فإن الكفر والإيمان ضدان، لا يمكن ترك أحدهما إلا بأخذ الآخر {وعمل} تصديقاً لدعواه باللسان {صالحاً}.

ولما كانت النفس نزاعة إلى النقائص، مسرعة إلى الدنايا، أشير إلى صعوبة الاستمرار على طريق الهدى إلا بعظيم المجاهدة بقوله: {فعسى} أي فإنه يتسبب عن حاله هذا الطمع في {أن يكون} أي كوناً هو في غاية الثبات {من المفلحين} أي الناجين من شر ذلك اليوم، الظافرين بجميع المراد، باستمرارهم على طاعتهم إلى الموت، وإنما لم يقطع له بالفلاح وإن كان مثل ذلك في مجاري عادات الملوك قطعاً، إعلاماً بأنه لا يجب عليه سبحانه شيء ليدوم حذره، ويتقي قضاؤه وقدره، فإن الكل منه.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

تخلل بين حال المشركين ذكر حال الفريق المقابل وهو فريق المؤمنين على طريقة الاعتراض لأن الأحوال تزداد تميزاً بذكر أضدادها... والتوبة هنا: الإقلاع عن الشرك والندم على تقلده. وعطف الإيمان عليها لأن المقصود حصول إقلاع عن عقائد الشرك وإحلال عقائد الإسلام محلها ولذلك عطف عليه {وعمل صالحاً} لأن بعض أهل الشرك كانوا شاعرين بفساد دينهم وكان يصدهم عن تقلد شعائر الإسلام أسباب مغرية من الأعراض الزائلة التي فتنوا بها...

و {أن يكون من المفلحين} أشد في إثبات الفلاح من: أن يفلح.

تفسير الشعراوي 1419 هـ :

(عسى) رجاء حين تصدر ممن لا يملك إنفاذ المرجو، وتحقيق حين تصدر ممن يملك إنفاذ المرجو، وهو الحق سبحانه وتعالى.