تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَأَمَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا فَعَسَىٰٓ أَن يَكُونَ مِنَ ٱلۡمُفۡلِحِينَ} (67)

[ الآية 67 ] وقوله تعالى : { فأما من تاب وآمن وعمل صالحا } أي فأما من رجع عما كان فيه من الشرك والكفر { وآمن } بالذي دعاهم الرسل ، وأجابهم { وعمل صالحا } في ما بينه وبين ريه { فعسى أن يكون من المفلحين } يحتمل رجوع { فعسى } إلى ذلك الرجل الذي نعته [ بقوله : { فأما من تاب وآمن } الآية ]{[15498]} على رجاء القبول والفلاح ؛ يفعل ما يفعل من التوبة والعمل الصالح .

[ ويحتمل ]{[15499]} أن يقال ما قال أهل التأويل : إن : عسى من الله واجب ؛ وهو ما ذكرنا أن كل استفهام كان من الله فهو على اللزوم والوجوب . فعلى ذلك حرف : لعل ، وإن كان حرف شك في الظاهر ، فهو من الله على الوجوب واليقين .

قال أبو معاذ : الفلاح في كلام العرب البقاء ، ويقال : النجاة ، وقد ذكرنا في غير موضع .


[15498]:- من نسخة الحرم المكي، في الأصل وم: يقول.
[15499]:- في الأصل وم: أو.