المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{قَالَ هَٰذَا صِرَٰطٌ عَلَيَّ مُسۡتَقِيمٌ} (41)

41- إن خلوص العباد الذين أخلصوا دينهم هو طريق مستقيم بحق علي لا أتعداه ، لأني لا أستطيع إضلالهم .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{قَالَ هَٰذَا صِرَٰطٌ عَلَيَّ مُسۡتَقِيمٌ} (41)

26

ومن ثم كان الجواب :

( هذا صراط علي مستقيم . إن عبادي ليس لك عليهم سلطان . إلا من اتبعك من الغاوين )

هذا صراط . هذا ناموس . هذه سنة . وهي السنة التي ارتضتها الإرادة قانونا وحكما في الهدى والضلال .

/خ48

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{قَالَ هَٰذَا صِرَٰطٌ عَلَيَّ مُسۡتَقِيمٌ} (41)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{هذا صراط علي}، يقول: هذا طريق الحق: الهدى إلي، {مستقيم}، يعني: الحق...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

... "هَذَا صِرَاطٌ عَليّ مُسْتَقِيمٌ "بمعنى: هذا طريق إليّ مستقيم.

فكان معنى الكلام: هذا طريق مرجعه إليّ، فأجازي كلاّ بأعمالهم كما قال الله تعالى ذكره: "إنّ رَبّكَ لَبالمرْصَاد". وذلك نظير قول القائل لمن يتوعده ويتهدده: طريقك عليّ، وأنا على طريقك، فكذلك قوله: "هَذَا صِرَاطٌ" معناه: هذا طريق عليّ، وهذا طريق إليّ... عن مجاهد، قوله: "هَذَا صِرَاطٌ عَليّ مُسْتَقِيمٌ" قال: الحقّ يرجع إلى الله وعليه طريقه، لا يعرّج على شيء...

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

{قال هذا صراط علي مستقيم} قال بعضهم: قوله: {علي} بمعنى إلي أي إلى صراط مستقيم؛ يقول: هو بيدي، ليس بيد أحد. وقال بعضهم: الحق يرجع إلى الله، وعليه طريقه، لا يعوج على شيء. ويحتمل قوله: {علي مستقيم} أي علي بيانه، وهو مستقيم كقوله: {وعلى الله قصد السبيل} (النحل: 9) أي بيان قصد السبيل. وقال بعضهم: لما قال إبليس {ولأغوينهم أجمعين} قال الله تعالى: {قال هذا صراط علي مستقيم} يقول: علي ممر من أغويته، وتابعك كقولك لآخر إذا أوعدته: إن طريقك علي؛ والله أعلم.

النكت و العيون للماوردي 450 هـ :

معناه هذا صراط يستقيم بصاحبه حتى يهجم به على الجنة، قاله عمر رضي الله عنه...

لطائف الإشارات للقشيري 465 هـ :

{قال هذا صراط عليَّ مستقيم} تهديدٌ، كما تقول: افعل ما شِئْتَ.. وهذا طريقي.

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

أي {هذا} طريق حق {عَلَيَّ} أن أراعيه.

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

وقرأ الضحاك وحميد والنخعي وابو رجاء وابن سيرين وقتادة وقيس بن عباد ومجاهد وغيرهم «عليُّ مستقيم» من العلو والرفعة، والإشارة بهذا على هذه القراءة إلى الإخلاص لما استثني إبليس من أخلص. قال الله له هذا الإخلاص طريق رفيع مستقيم لا تنال أنت بإغوائك أهله.

وقرأ جمهور الناس «علي مستقيم»، والإشارة بهذا على هذه القراءة إلى انقسام الناس إلى غاو ومخلص، لما قسم إبليس الناس هذين القسمين، قال الله هذه طريق علي، أي هذا أمر إلى مصيره، والعرب تقول طريقك في هذا الأمر على فلان أي إليه يصير النظر في أمرك، وهذا نحو قوله تعالى {إن ربك لبالمرصاد} 20 [الفجر: 14].

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

فكأنه قيل: فبماذا أجيب؟ فقيل: {قال} الله في جوابه، راداً على ما أوهمه كلامه من أن له فعلاً يستقل به، مكذباً له: {هذا} أي الذي ذكرته من حال المستثنى والمستثنى منه {صراط عليّ مستقيم} لأني قضيت به ولو لم تقله أنت، وحكمت به عليك وعليهم، فلا محيص لكم عنه، فكأنه قيل: عليّ إقامته، أو هو وارد عليّ ألا عوج لسالكيه عن الرجوع إليّ والمرور عليّ -يعني أنه لا يقدر أحد أن يعمل شيئاً بغير إرادتي، فإني بالمرصاد.

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

هذا صراط. هذا ناموس. هذه سنة. وهي السنة التي ارتضتها الإرادة قانونا وحكما في الهدى والضلال.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

الصراط المستقيم: هو الخير والرشاد. فالإشارة إلى ما يؤخذ من الجملة الواقعة بعد اسم الإشارة المبيّنة للإخبار عن اسم الإشارة وهي جملة {إن عبادي ليس لك عليهم سلطان}، فتكون الإشارة إلى غير مشاهَد تنزيلاً له منزلة المشاهد، وتنزيلاً للمسموع منزلة المرئي. ثم إن هذا المنزل منزلة المشاهد هو مع ذلك غير مذكور لقصد التشويق إلى سماعه عند ذكره. فاسم الإشارة هنا بمنزلة ضمير الشأن، كما يكتب في العهود والعقود: هذا ما قاضى عليه فلان فلاناً أنه كيَت وكيت، أو هذا ما اشترى فلان من فلان أنه باعه كذا وكذا.

والصراط: مستعار للعمل الذي يقصِد منه عاملُه فائدةً. شُبه بالطريق الموصل إلى المكان المطلوب وصوله إليه، أي هذا هو السُنّة التي وضعتُها في الناس وفي غوايتك إياهم؛ وهي أنّك لا تغوي إلا من اتّبعك من الغاوين، أو أنك تغوي من عدا عبادي المخلصين. و {مستقيم} نعت ل {صراط}، أي لا اعوجاج فيه. واستعيرت الاستقامة لملازمة الحالة الكاملة. و {علي} مستعملة في الوجوب المجازي، وهو الفعل الدائم التي لا يتخلّف كقوله تعالى: {إن علينا للهدى} [سورة الليل: 12]، أي أنّا التزمنا الهدى لا نحيد عنه لأنه مقتضى الحكمة وعظمة الإلهية.

وهذه الجملة مما يُرسل من الأمثال القرآنية.

والمعنى أن الله وضع سنّة في نفوس البشر أن الشيطان لا يتسلّط إلا على من كان غاوياً، أي مائلاً للغواية مكتسباً لها دون مَن كبحَ نفسه عن الشر. فإن العاقل إذا تعلق به وسواس الشيطان عَلم ما فيه من إضلال وعلم أن الهدى في خلافه فإذا توفّق وحمل نفسه على اختيار الهُدى وصرف إليه عزمه قوي على الشيطان فلم يكن له عليه سلطان، وإذا مَال إلى الضلال واستحسنه واختار إرضاء شهوته صار متهيئاً إلى الغواية فأغواه الشيطان فغوَى. فالاتباع مجاز بمعنى الطاعة واستحسان الرأي كقوله: {فاتبعوني يحببكم الله} [سورة آل عمران: 31].

تفسير من و حي القرآن لحسين فضل الله 1431 هـ :

{قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَىَّ مُسْتَقِيمٌ}، إنه الخط الذي لا التواء فيه ولا انحراف، الذي جعله الله قاعدة لحركة الإنسان في الحياة، يفصل من خلالها بين من يسقطون أمام التجربة الصعبة وبين الذين يملكون التماسك أمام الاختيار الصعب.

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

ثمّ قال تعالى تحقيراً للشيطان وتقوية لقلوب العباد المؤمنين السالكين درب التوحيد الخالص: (قال هذا صراط عَلَيَّ مستقيم إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلاّ مَنْ اتبعك من الغاوين). يعني، يا إِبليس ليس لك القدرة على إِضلال الناس، لكن الذين يتبعونك إِن هم إِلاّ المنحرفين عن الصراط المستقيم والمستجيبين لدواعي رغباتهم وميولهم. وبعبارة أُخرى.. إِنّ الإنسان حر الإِرادة، وإِنّ إِبليس وجنوده لا يقوون على أن يجبروا إِنساناً واحداً على السير في طريق الفساد والضلال، لكنّه الإنسان هو الذي يلبي دعوتهم ويفتح قلبه أمامهم ويأذن لهم في الدخول فيه! وخلاصة القول: إنّ الوساوس الشيطانية وإن كانت لا تخلو من أثر في تضليل وانحراف الإنسان، إِلاّ أنّ القرار الفعلي للانصياع للوساوس أو رفضها يرجع بالكامل إلى الإنسان، ولا يستطيع الشيطان وجنوده مهما بلغوا من مكر أن يدخلوا قلب إِنسان صاحب إِرادة موجهة صوب الإِيمان المخلص. وأراد اللّه سبحانه بهذا القول نزع الخيال الباطل والغرور الساذج من فكر الشيطان من أنّه سيجد سلطة فائقة على الناس وبلا منازع، يمكنه من خلالها إِغواء من يريد.