فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قَالَ هَٰذَا صِرَٰطٌ عَلَيَّ مُسۡتَقِيمٌ} (41)

{ قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ ( 41 ) }

{ قَالَ } الله تعالى { هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ } لا عوج فيه والمعنى حق علي أن أراعيه وأحفظه وهو أن لا يكون لك على عبادي سلطان ، فالكلام على التشبيه عند أهل السنة كما في قوله تعالى : { وكان حقا علينا نصر المؤمنين } إذ لا تجب رعاية الأصلح عندنا ، وقيل قال الكسائي هذا على الوعيد والتهديد كقولك لمن تهدده : طريقك علي ومصيرك إلي وكقوله : { إن ربك لبالمرصاد } فكان معنى هذا الكلام هذا طريق مرجعه إلي فأجازي كلا بعمله .

وقيل : { علي } هنا بمعنى { إلي } وقيل المعنى على أن أدل على الصراط المستقيم بالبيان والحجة ، وقيل بالتوفيق والهداية ، وقيل عائد إلى الإخلاص أي أن الإخلاص طريق علي والي يؤدي إلى كرامتي ورضواني .

وقال أبو السعود : والأظهر أن ذلك رد لما وقع في عبارة إبليس حيث قال : { لأقعدن لهم صراطك المستقيم ، ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم } الآية ، وقرأ علي على أنه صفة مشبهة ومعناه رفيع .