زوجان : صنفان : معروف وغريب ، أو رطب ويابس .
52 ، 53- { فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ * فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } .
في الجنتين من جميع أنواع الثمار صنفان : صنف معروف لهم في الدنيا ، وصنف آخر غريب لم يعرفوه ، أو صنف يابس وآخر رطب ، مما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر .
{ فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } . فبأي نعم ربكما تكذبان وهي لا تحصى ولا تعد ؟
ما في الدنيا ثمرة حلوة ولا مرة إلا وهي في الجنة ، وليس في الدنيا مما في الآخرة إلا الأسماء .
يعني أن بين الفاكهة الدنيا والآخرة بونا عظيما ، وفرقا بيّنا في التفاضل .
قوله تعالى : " فيهما من كل فاكهة زوجان " أي صنفان وكلاهما حلو يستلذ به . قال ابن عباس : ما في الدنيا شجرة حلوة ولا مرة إلا وهي في الجنة حتى الحنظل إلا أنه حلو . وقيل : ضربان رطب ويابس لا يقصر هذا عن ذلك في الفضل والطيب . وقيل : أراد تفضيل هاتين الجنتين على الجنتين اللتين دونهما ، فإنه ذكرها هنا عينين جاريتين ، وذكر ثم عينين تنضحان بالماء والنضح دون الجري ، فكأنه قال : في تينك الجنتين من كل فاكهة نوع ، وفي هذه الجنة من كل فاكهة نوعان .
ولما كان بالمياه حياة النبات وزكاؤه ، قال ذاكراً أفضل النبات : { فيهما } أي هاتين الجنتين العاليتين ، ودل على جميع كل ما يعلم وزيادة بقوله : { من كل فاكهة } أي تعلمونها أو لا تعلمونها { زوجان } أي صنفان{[61996]} يكمل أحدهما بالآخر كما لا يدرك كنه أحد الزوجين بسبب العمل بما يرضى والآخر بالانتهاء عما يسخط
قوله : { فيهما من كل فاكهة زوجان } في هاتين الجنتين صنفان من كل أنواع الثمر مما يعلمه الناس ومما لا يعلمونه . أو هما صنف معروف وصنف غريب . وذلك فضل من الله يمنّ به على عباده المتقين الذين سعدوا بدخول الجنة فقال سبحانه : { فبأي آلاء ربكما تكذبان } {[4429]} .