{ 43-45 } { هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ * يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ }
أي : يقال للمكذبين بالوعد والوعيد حين تسعر الجحيم : { هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ } فليهنهم تكذيبهم بها ، وليذوقوا من عذابها ونكالها وسعيرها وأغلالها ، ما هو جزاء لتكذيبهم{[955]} .
ولما كان أخذهم على هذا الوجه مؤذناً بأنه يصير إلى خزي عظيم ، صرح به في قوله ، بانياً على ما هدى إليه السياق {[61958]}من نحو{[61959]} : أخذاً مقولاً فيه عند وصولهم إلى محل النكال على الحال التي ذكرت من الأخذ بنواصيهم وأقدامهم ، { هذه } أي{[61960]} الحفرة العظيمة الكريهة المنظر {[61961]} " القريبة منكم " {[61962]} الملازمة للقرب لكم{[61963]} { جهنم التي يكذب } أي ماضياً وحالاً ومآلاً استهانة
{ ولو ردوا }[ الأنعام :28 ] - إلى الدنيا - بعد إدخالهم إياها -
{ لعادوا لما نهوا عنه }[ الأنعام : 28 ] { بها المجرمون * } أي العريقون في الإجرام ، وهو قطع ما من حقه أن يوصل وهو{[61964]} ما أمر الله به ، وخص هذا الاسم إشارة إلى أنها تلقاهم بالتجهم والعبوسة والكلاحة والفظاظة كما كانوا يفعلون مع الصالحين عند الإجرام المذكور{[61965]} ، قال ابن برجان : وقرأ عبد الله " هذه جهنم التي كنتم بها تكذبان فتصليانها{[61966]} لا تموتان فيها ولا تحييان "