50- { فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ } .
أي : في كل واحدة من الجنتين عين جارية تجري بالماء الزلال ، كقوله تعالى : { فيها عين جارية } . ( الغاشية : 12 ) .
والماء نعمة كبرى ، والماء الجاري في الجنة يسقي ثمارها ، فتثمر من جميع الألوان ، وقد ورد في وصف الجنة : أن فيها أنهارا من ماء غير آسن ، وأنهار من لبن لم يتغير طعمه ، وأنهارا من خمر لذة للشاربين ، وأنهار من عسل مصفّى .
قوله تعالى : " فيهما عينان تجريان " أي في كل واحدة منهما عين جارية . قال ابن عباس : تجريان ماء بالزيادة والكرامة من الله تعالى على أهل الجنة . وعن ابن عباس أيضا والحسن : تجريان بالماء الزلال إحدى العينين التسنيم والأخرى السلسبيل . وعنه أيضا : عينان مثل الدنيا أضعافا مضاعفة ، حصباؤهما الياقوت الأحمر والزبرجد الأخضر ، وترابهما الكافور ، وحمأتهما المسك الأذفر ، وحافتاهما الزعفران . وقال عطية : إحداهما من ماء غير آسن ، والأخرى من خمر لذة للشاربين . وقيل : تجريان من جبل من مسك . وقال أبو بكر الوراق : فيهما عينان تجريان لمن كانت عيناه في الدنيا تجريان من مخافة الله عز وجل .
ولما كانت الجنان لا تقوم إلا بالأنهار قال : { فيهما عينان } أي في كل واحدة عين { تجريان * } أي في كل مكان شاء صاحبهما وإن علا مكانه كما تصعد المياه في الأشجار في كل غصن منها ، وإن زاد علوها جرى على عيني دموعه الجاريتين من خشية الله وذلك على مثال جنان الدنيا ، والشمس صاعدة في {[61993]}البروج الشمالية من{[61994]} تكامل المياه وتفجرها عيوناً في أيام الربيع والصيف لقرب العهد بالأمطار