المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{قُل لِّمَنِ ٱلۡأَرۡضُ وَمَن فِيهَآ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ} (84)

84- قل لهم يا محمد : من الذي ملك الأرض ومن فيها من الناس وسائر المخلوقات ؟ إن كان لكم علم فأجيبوني .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{قُل لِّمَنِ ٱلۡأَرۡضُ وَمَن فِيهَآ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ} (84)

53

ولقد كان مشركو العرب مضطربي العقيدة ، لا ينكرون الله ، ولا ينكرون أنه مالك السماوات والأرض ، مدبر السماوات والأرض ، المسيطر على السماوات والأرض . . ولكنهم مع ذلك يشركون معه آلهة مدعاة ، يقولون : إنهم يعبدونها لتقربهم من الله ، وينسبون له البنات . سبحانه وتعالى عما يصفون :

فهو هنا يأخذهم بمسلماتهم التي يقرون بها ، ليصحح ذلك الاضطراب في العقيدة ، ويردهم إلى التوحيد الخالص الذي تقود إليه مسلماتهم ، لو كانوا يستقيمون على الفطرة ولا ينحرفون :

( قل : لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون ? سيقولون : لله . قل : أفلا تذكرون ? قل : من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم ? سيقولون : لله . قل : أفلا تتقون ? قل : من بيده ملكوت كل شيء ، وهو يجير ولا يجار عليه ، إن كنتم تعلمون ? سيقولون : لله . قل : فأنى تسحرون ? ) . .

وهذا الجدال يكشف عن مدى الاضطراب الذي لا يفيء إلى منطق ، ولا يرتكن إلى عقل ؛ ويكشف عن مدى الفساد الذي كانت عقائد المشركين قد وصلت إليه في الجزيرة عند مولد الإسلام .

( قل : لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون ? ) . . فهو سؤال عن ملكية الأرض ومن فيها :

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{قُل لِّمَنِ ٱلۡأَرۡضُ وَمَن فِيهَآ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ} (84)

القول في تأويل قوله تعالى : { قُل لّمَنِ الأرْضُ وَمَن فِيهَآ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلّهِ قُلْ أَفَلاَ تَذَكّرُونَ } .

يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : قل يا محمد لهؤلاء المكذّبين بالاَخرة من قومك : لمن ملك الأرض ومن فيها من الخلق إن كنتم تعلمون مَنْ مالكها ؟ ثم أعلمه أنهم سيقرّون بأنها لله ملكا ، دون سائر الأشياء غيره . قُلْ أفَلا تَذَكّرُونَ يقول : فقل لهم إذا أجابوك بذلك كذلك : أفلا تذكرون فتعلمون أن من قدر على خلق ذلك ابتداء فهو قادر على إحيائهم بعد مماتهم وإعادتهم خلقا سويّا بعد فنائهم ؟