{ أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ } أي : ألهم اطلاع على الغيب ، واستماع له بين الملأ الأعلى ، فيخبرون عن أمور لا يعلمها غيرهم ؟
{ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ } المدعي لذلك { بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ } وأنى له ذلك ؟
والله تعالى عالم الغيب والشهادة ، فلا يظهر على غيبه [ أحدا ]{[886]} إلا من ارتضى من رسول يخبره بما أراد من علمه .
وإذا كان محمد صلى الله عليه وسلم أفضل الرسل وأعلمهم وإمامهم ، وهو المخبر بما أخبر به ، من توحيد الله ، ووعده ، ووعيده ، وغير ذلك من أخباره الصادقة ، والمكذبون هم أهل الجهل والضلال والغي والعناد ، فأي المخبرين أحق بقبول خبره ؟ خصوصا والرسول صلى الله عليه وسلم قد أقام من الأدلة والبراهين على ما أخبر به ، ما يوجب أن يكون خبره{[887]} عين اليقين وأكمل الصدق ، وهم لم يقيموا على ما ادعوه شبهة ، فضلا عن إقامة حجة .
ثم يهبط بهم درجة أخرى فيسألهم إن كانت لهم وسيلة للإستماع إلى مصدر التنزيل :
( أم لهم سلم يستمعون فيه ? فليأت مستمعهم بسلطان مبين ) .
إن محمدا [ صلى الله عليه وسلم ] يقول لهم : إنه رسول يوحى إليه ، وإن هذا القرآن يتنزل عليه من الملأ الأعلى . وهم يكذبونه فيما يقول . فهل لهم سلم يستمعون فيه ، فيعلموا أن محمدا لا يوحى إليه ، وأن الحق غير ما يقول ? : ( فليأت مستمعهم بسلطان مبين ) . أي ببرهان قوي يحمل في ذاته سلطانا على النفوس يلجئها إلى التصديق . وفي هذا تلميح إلى سلطان القرآن الذي يطالعهم في آياته وحججه ، وهم يكابرون فيها ويعاندون !
والسلم : السبب الذي يصعد به كان ما كان من خشب أو بناء أو حبال . ومنه قول ابن مقبل : [ البسيط ]
لا تحرز المرء أحجاء البلاد ولا . . . تبنى له في السماوات السلاليم{[10658]}
وحكى الرماني قال : لا يقال سلم لما يبنى من الأدراج ، وإنما السلم المشبك ، وبيت الشعر يرد عليه ، والمعنى : ألهم { سلم } إلى السماء { يستمعون فيه } أي عليه ومنه ، وهذه حروف يسد بعضها مسد بعض{[10659]} ، والمعنى : يستمعون الخبر{[10660]} بصحة ما يدعونه فليأتوا بالحجة المبينة في ذلك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.