المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{ثُمَّ يُجۡزَىٰهُ ٱلۡجَزَآءَ ٱلۡأَوۡفَىٰ} (41)

41- ثم يجزى الإنسان على عمله الجزاء الأوفر .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{ثُمَّ يُجۡزَىٰهُ ٱلۡجَزَآءَ ٱلۡأَوۡفَىٰ} (41)

{ ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى } أي : المستكمل لجميع العمل الحسن الخالص بالحسنى ، والسيئ الخالص بالسوأى ، والمشوب بحسبه ، جزاء تقر بعدله وإحسانه الخليقة كلها ، وتحمد الله عليه ، حتى إن أهل النار ليدخلون النار ، وإن قلوبهم مملوءة من حمد ربهم ، والإقرار له بكمال الحكمة ومقت أنفسهم ، وأنهم الذين أوصلوا أنفسهم وأوردوها شر الموارد ، وقد استدل بقوله تعالى : { وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى } من يرى أن القرب لا يفيد{[908]}  إهداؤها للأحياء ولا للأموات قالوا لأن الله قال : { وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ مَا سَعَى } فوصول سعي غيره إليه مناف لذلك ، وفي هذا الاستدلال نظر ، فإن الآية إنما تدل على أنه ليس للإنسان إلا ما سعى بنفسه ، وهذا حق لا خلاف فيه ، وليس فيها ما يدل على أنه لا ينتفع بسعي غيره ، إذا أهداه ذلك الغير له ، كما أنه ليس للإنسان من المال إلا ما هو في ملكه وتحت يده ، ولا يلزم من ذلك ، أن لا يملك ما وهبه له الغير من ماله الذي يملكه .


[908]:- في ب: لا يجوز.
 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{ثُمَّ يُجۡزَىٰهُ ٱلۡجَزَآءَ ٱلۡأَوۡفَىٰ} (41)

وكذلك يتحدد مبدأ فردية التبعة ، إلى جانب عدالة الجزاء . فتتحقق للإنسان قيمته الإنسانية . القائمة على اعتباره مخلوقا راشدا مسؤولا مؤتمنا على نفسه ؛ كريما تتاح له الفرصة للعمل ثم يؤخذ بما عمل وتتحقق له كذلك الطمأنينة على عدالة الجزاء . عدالة مطلقة لا يميل بها الهوى ، ولا يقعد بها القصور ، ولا ينقص منها الجهل بحقائق الأمور .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{ثُمَّ يُجۡزَىٰهُ ٱلۡجَزَآءَ ٱلۡأَوۡفَىٰ} (41)

وقوله : ثُمّ يُجْزَاهُ الجَزَاءَ الأَوْفَى يقول تعالى ذكره : ثم يُثاب بسعيه ذلك الثواب الأوفى . وإنما قال جلّ ثناؤه الأَوْفَى لأنه أوفى ما وعد خلقه عليه من الجزاء ، والهاء في قوله : ثُمّ يُجْزَاهُ من ذكر السعي ، وعليه عادت .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{ثُمَّ يُجۡزَىٰهُ ٱلۡجَزَآءَ ٱلۡأَوۡفَىٰ} (41)

وقوله : { ثم يجزاه الجزاء الأوفى } هو المقصود من الجملة .

و { ثم } للتراخي الرتبي لأن حصول الجزاء أهم من إظهاره أو إظهار المجزي عنه .

وضمير النصب في قوله : { يجزاه } عائد إلى السعي ، أي يجزى عليه ، أو يجزى به فحذف حرف الجر ونصب على نزع الخافض فقد كثر أن يقال : جزاهُ عَمَله ، وأصله : جزاه على عمله أو جزاه بعمله .

والأوفى : اسم تفضيل من الوفاء وهو التمام والكمال ، والتفضيل مستعمل هنا في القوة ، وليس المراد تفضيله على غيره . والمعنى : أن الجَزاء على الفعل من حَسن أو سيء موافق للمجزيِّ عليه ، قال تعالى : { فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله } [ النساء : 173 ] وقال : { وإنا لموفوهم نصيبهم غير منقوص } [ هود : 109 ] وقال : { ووجد الله عنده فوفاه حسابه } [ النور : 39 ] وقال : { فإن جهنم جزاؤكم جزاء موفوراً } [ الإسراء : 63 ] .

وانتصب { الجزاء الأوفى } على المفعول المطلق المبين للنوع .

وقد حكى الله عن إبراهيم { ولا تخزني يوم يبعثون } [ الشعراء : 87 ] .