فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{ثُمَّ يُجۡزَىٰهُ ٱلۡجَزَآءَ ٱلۡأَوۡفَىٰ} (41)

{ ثُمَّ يُجْزَاهُ } أي يجزى الإنسان سعيه ، يقال : جزاه الله بعمله ، وجزاء على عمله . فالضمير المرفوع عائد إلى الإنسان والمنصوب إلى سعيه . وقيل : إن الضمير المنصوب راجع إلى الجزاء المتأخر وهو قوله : { الجزاء الأوفى } فيكون الضمير راجعاً إلى متأخر عنه هو مفسر له ، ويجوز أن يكون الضمير المنصوب راجعاً إلى الجزاء الذي هو مصدر يجزاه ، ويجعل الجزاء الأوفى تفسيراً للجزاء المدلول عليه بالفعل ، كما في قوله : { اعدلوا هُوَ أَقْرَبُ } [ المائدة : 8 ] قال الأخفش : يقال : جزيته الجزاء وجزيته بالجزاء سواءً لا فرق بينهما .

/خ42