المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{مَن يَأۡتِيهِ عَذَابٞ يُخۡزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيۡهِ عَذَابٞ مُّقِيمٌ} (40)

39- قل لهم - متوعداً - : يا قوم اثبتوا على طريقتكم من الكفر والتكذيب إني ثابت على عمل ما أمرني به ربي ، فسوف تدركون من منا الذي يأتيه عذاب يذله ، وينزل عليه عذاب دائم لا ينكشف عنه .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{مَن يَأۡتِيهِ عَذَابٞ يُخۡزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيۡهِ عَذَابٞ مُّقِيمٌ} (40)

و { مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ } في الدنيا . { وَيَحِلُّ عَلَيْهِ } في الأخرى { عَذَابٌ مُقِيمٌ } لا يحول عنه ولا يزول ، . وهذا تهديد عظيم لهم ، وهم يعلمون أنهم المستحقون للعذاب المقيم ، ولكن الظلم والعناد حال بينهم وبين الإيمان .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{مَن يَأۡتِيهِ عَذَابٞ يُخۡزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيۡهِ عَذَابٞ مُّقِيمٌ} (40)

فالمراد بالعذاب المخزى عذاب الدنيا ، والمراد بالعذاب المقيم عذاب الآخرة .

ولقد تحقق ما توعدهم - سبحانه - به ، حيث أنزل عليهم عقابه فى بدر وفى غيرها فأخزاهم وهزمهم ، أما عذاب الآخرة فهو أشد وأبقى .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{مَن يَأۡتِيهِ عَذَابٞ يُخۡزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيۡهِ عَذَابٞ مُّقِيمٌ} (40)

و «العذاب المخزي » : هو عذاب الدنيا يوم بدر وغيره .

و «العذاب المقيم » : هو عذاب الآخرة ، أعاذنا الله تعالى منه برحمته .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{مَن يَأۡتِيهِ عَذَابٞ يُخۡزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيۡهِ عَذَابٞ مُّقِيمٌ} (40)

قال تعالى هنا : { مَن يأتيه عذابٌ يخزيه } ليكون التهديد بعذاب خزي في الدنيا وعذاب مقيم في الآخرة . فأما قوله في سورة [ الأنعام : 135 ] : { قل يا قوم اعملوا على مكانتكم إني عامل فسوف تعلمون من تكون له عاقبة الدار } فلم يذكر فيها العذاب لأنها جاءت بعد تهديدهم بقوله : { إن ما توعدون لآت وما أنتم بمعجزين } [ الأنعام : 134 ] .

وحذف متعلِّق { إني عامل } ليَعمّ كل متعلِّق يصلح أن يتعلق ب { عامل } مع الاختصار فإن مقابلته بقوله : { اعملوا على مكانتكم } يدل على أنه أراد من { إني عامل } أنه ثابت على عمله في نصحهم ودعوتهم إلى ما ينجيهم . وأن حذف ذلك مشعر بأنه لا يقتصر على مقدار مكانته وحالته بل حالة تزداد كل حين قوةً وشدة لا يعتريها تقصير ولا يثبطها إعراضهم ، وهذا من مستتبعات الحذف ولم ننبه عليه في سورة الأنعام وفي سورة هود .

و { مَن } استفهامية عَلَّقت فعل { تَعْلَمُون } عن العمل في مفعوليه .

والعذاب المُخزي هو عذاب الدنيا . والمراد به هنا عذاب السيف يوم بدر . والعذاب المقيم هو عذاب الآخرة ، وإقامته خلوده . وتنوين { عَذَابٌ } في الموضعين للتعظيم المراد به التهويل .

وأسند فعل { يأتِيهِ } إلى العذاب المخْزي لأن الإِتيان مشعر بأنه يفاجئهم كما يأتي الطارق . وكذلك إسناد فعل { يَحل } إلى العذاب المقيممِ لأن الحلول مشعر بالملازمة والإِقامة معهم ، وهو عذاب الخلود ، ولذلك يسمى منزل القول حِلة ، ويقال للقوم القاطنين غير المسافرين هم حِلال ، فكان الفعل مناسباً لوصفه بالمقيم . وتعدية فعل { يحل } بحرف ( على ) للدلالة على تمكنه .