نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{مَن يَأۡتِيهِ عَذَابٞ يُخۡزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيۡهِ عَذَابٞ مُّقِيمٌ} (40)

{ من يأتيه } أي منا ومنكم { عذاب يخزيه } بأن يزيل عنه كل شيء يمكنه أن يستعذبه { ويحل عليه } أي يجب في وقته ، من حل عليه الحق يحل بالكسر أي وجب ، والدين : صار حالاً بحضور أجله { عذاب مقيم * } لإقامته على حالته وجموده على ضلالته ، ومن يؤتيه الله انتصاراً يعليه وينقله إلى نعيم عظيم ، لانتقاله بارتقائه في مدارج الكمال ، بأوامر ذي الجلال والجمال ، ولقد علموا ذلك في قصة المستهزئين ثم في وقعة بدر فإن من أهلكه الله منهم جعل إهلاكه أول عذابه ونقله به إلى عذاب البرزخ ثم عذاب النار ، فلا انفكاك له من العذاب ، ولا رجاء لحسن المآب .