السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{مَن يَأۡتِيهِ عَذَابٞ يُخۡزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيۡهِ عَذَابٞ مُّقِيمٌ} (40)

{ من يأتيه } منا ومنكم بسبب أعماله { عذاب يخزيه } فإن خزي أعدائه دليل عليه وقد أخذهم الله تعالى يوم بدر { ويحل } أي : ينزل { عليه عذاب مقيم } أي : دائم وهو عذاب النار .

تنبيه : المكانة بمعنى المكان فاستعيرت من العين للمعنى كما استعير لفظ هنا وحيث للزمان وهما للمكان ، فإن قيل : حق الكلام إني عامل على مكانتي فلم حذف ؟ أجيب : بأنه حذف للاختصار ولما فيه من زيادة الوعيد والإيذان بأن حاله لا تقف وتزداد كل يوم قوة وشدة لأن الله تعالى ناصره ومعينه ومظهره على الدين كله ، ألا ترى إلى قوله تعالى : { فسوف تعلمون } توعدهم بكونه منصوراً عليهم غالباً عليهم في الدنيا والآخرة .