{ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ } قال أحمد :
حدثنا أبو عبد الرحمن ، حدثنا موسى بن أيوب الغافقي ، حدثني عمِّي إياس بن عامر ، عن عقبة بن عامر الجهني قال : لما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم : { فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ } قال : " اجعلوها في ركوعكم " ولما نزلت : { سَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الأعْلَى } [ الأعلى : 1 ] ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اجعلوها في سجودكم " .
وكذا رواه أبو داود ، وابن ماجة من حديث عبد الله بن المبارك ، عن موسى بن أيوب ، به{[28196]} .
وقال روح بن عبادة : حدثنا حَجَّاجُ الصَّوافُ ، عن أبي الزبير ، عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قال : سبحان الله العظيم وبحمده ، غُرِسَتْ له نخلة في الجنة " .
هكذا رواه الترمذي من حديث روح{[28197]} ، ورواه هو والنسائي أيضًا من حديث حماد بن سلمة ، من حديث أبي الزبير ، عن جابر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم{[28198]} ، وقال الترمذي : حسن غريب ، لا نعرفه إلا من حديث أبي الزبير .
وقال البخاري في آخر كتابه : حدثنا أحمد بن إشكاب ، حدثنا محمد بن فضيل ، حدثنا عُمارة بن القعقاع ، عن أبي زُرْعَة ، عن أبي هُريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كلمتان خفيفتان على اللسان ، ثقيلتان في الميزان ، حبيبتان إلى الرحمن : سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم " .
ورواه بقية الجماعة إلا أبا داود ، من حديث محمد بن فضيل ، بإسناده ، مثله {[28199]} .
تفريع على تحقيق أن ما ذكر هو اليقين حقاً فإن ما ذكر يشتمل على عظيم صفات الله وبديع صنعه وحكمته وعدله ، ويبشر النبي صلى الله عليه وسلم وأمته بمراتب من الشرف والسلامة على مقادير درجاتهم وبنعمة النجاة مما يصير إليه المشركون من سوء العاقبة ، فلا جرم كان حقيقاً بأن يؤمر بتسبيح الله تسبيحاً استحقه لعظمته ، والتسبيح ثناء ، فهو يتضمن حمداً لنعمته وما هدى إليه من طرق الخير ، وقد مضى تفصيل القول في نظيره من هذه السورة .
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
قوله:"فَسَبّحْ باسْم رَبّكَ العَظِيمِ "يقول تعالى ذكره: فسبح بتسمية ربك العظيم بأسمائه الحسنى.
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
{فسبح باسم ربك العظيم} يقول، والله أعلم: فسبح ربك باسم لا يسمى به غيره، أي نزهه عن جميع ما قالت الملحدة فيه من الولد والشريك وتسمية من دونه إلها وغيره ذلك.
التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :
والعظيم في صفة الله معناه أن كل شيء سواه مقصر عن صفته...
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :
عبارة تقتضي الأمر بالإعراض عن أقوال الكفار وسائر أمور الدنيا المختصة بها وبالإقبال على أمور الآخرة وعبادة الله تعالى والدعاء إليه. والاسم هنا بمعنى الجنس، أي بأسماء ربك. و {العظيم} صفة للرب. وقد يحتمل أن يكون الاسم هنا واحداً مقصوداً، ويكون {العظيم} صفة له...
لما بين الحق وامتنع الكفار، قال لنبيه صلى الله عليه وسلم هذا هو حق، فإن امتنعوا فلا تتركهم ولا تعرض عنهم وسبح ربك في نفسك، وما عليك من قومك سواء صدقوك أو كذبوك، ويحتمل أن يكون المراد فسبح واذكر ربك باسمه الأعظم، وهذا متصل بما بعده لأنه قال في السورة التي تلي هذه:
{سبح لله ما في السماوات} فكأنه قال: سبح الله ما في السماوات، فعليك أن توافقهم ولا تلتفت إلى الشرذمة القليلة الضالة، فإن كل شيء معك يسبح الله عز وجل.
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
{فسبح} أي أوقع التنزيه كله عن كل شائبة نقص بالاعتقاد والقول والفعل والصلاة وغيرها بأن تصفه بكل ما وصف به نفسه من الأسماء الحسنى وتنزهه عن كل ما نزه عنه نفسه المقدس، ولقصره الفعل لإفادة العموم أثبت الجار بقوله: {باسم ربك} أي المحسن إليك بما خصك به مما لم يعطه أحداً غيرك عما وصفه به الكفرة من التكذيب بالواقعة، وإذا كان هذا لا سمه فكيف بما له وهو {العظيم} الذي ملأت عظمته جميع الأقطار والأكوان، وزادت على ذلك بما لا يعلمه حق العلم سواه لأن من له هذا الخلق على هذا الوجه المحكم، وهذا الكلام الأعز الأكرم، لا ينبغي لشائبة نقص أن تلم بجنابه، أو تدنو من فناء بابه.
تيسير التفسير لاطفيش 1332 هـ :
عطف إِنشاء على إِخبار، أو إِذا علمت ذلك فسبح باسم ربك العظيم...
في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :
وتختم بما يوحيه هذا اليقين الثابت الجازم من اتجاه إلى الله بالتسبيح والتعظيم...
التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :
والتسبيح ثناء، فهو يتضمن حمداً لنعمته وما هدى إليه من طرق الخير...
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.