المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{إِنَّ هَـٰٓؤُلَآءِ لَيَقُولُونَ} (34)

34 - إن هؤلاء المكذبين بالبعث ليقولون : ما الموتة إلا موتتنا الأولى في الدنيا وما نحن بعدها بمبعوثين .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{إِنَّ هَـٰٓؤُلَآءِ لَيَقُولُونَ} (34)

وبعد هذا الحديث عن موسى - عليه السلام - وعن قومه ، وعن فرعون وشيعته . . بعد كل ذلك انتقلت السورة ، للحديث عن موقف المشركين من قضية البعث والنشور ، وردت عليهم بما يدل على إمكانة البعث وصحته . وأنه واقع لا محالة ، وبينت سوء عاقبة من ينكر ذلك ، ومن يصر على كفره وجحوده فقال الله - تعالى - : { إِنَّ هؤلاء لَيَقُولُونَ . . . مَا كُنتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ } .

واسم الإِشارة فى قوله - تعالى - : { إِنَّ هؤلاء لَيَقُولُونَ } يعود إلى مشركى مكة ، الذين سبق الحديث عنهم فى قوله - تعالى - : { بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ } الخ .

وذكر - سبحانه - قصة فرعون وقومه فى الوسط ، للاشارة إلى التشابه بين الفريقين فى التكذيب للحق ، وفى الإِصرار على الضلال .

وكانت الإِشارة للقريب ، لتحقيرهم والتهوين من شأنهم .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{إِنَّ هَـٰٓؤُلَآءِ لَيَقُولُونَ} (34)

اعتراض بين جملة { يوم نبطش البطشة الكبرى إنّا منتقمون } [ الدخان : 16 ] وجملة { أهم خيرٌ أم قوم تُبّع } [ الدخان : 37 ] فإنه لما هددهم بعذاب الدخان ثم بالبطشة الكبرى وضرب لهم المثل بقوم فرعون أعقب ذلك بالإشارة إلى أن إنكار البعث هو الذي صرفهم عن توقع جزاء السوء على إعراضهم .

وافتتاح الكلام بحرف { إنّ } الذي ليس هو للتأكيد لأن هذا القول إلى المشركين لا تردّد فيه حتى يحتاج إلى التأكيد فتعين كون حرف { إنَّ } لمجرد الاهتمام بالخبر ، وهو إذا وقع مثل هذا الموقع أفاد التسبب وأغنى عَن الفاء . فالمعنى : إنا منتقمون منهم بالبطشة الكبرى لأنهم لا يرتدعون بوعيد الآخرة لإنكارهم الحياة الآخرة فلم ينظروا إلا لما هم عليه في الحياة الدنيا من النعمة والقوة فلذلك قدر الله لهم الجزاء على سوء كفرهم جزاء في الحياة الدنيا .