محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{إِنَّ هَـٰٓؤُلَآءِ لَيَقُولُونَ} (34)

{ هؤلاء } أي مشركي قريش { ليقولون إن هي إلا موتتنا الأولى } أي المتعقبة للحياة . كأنهم أرادوا إلا موتتنا هذه . وليس القصد إلى إثبات ثانية . قال الإسنويّ في ( التمهيد ( : الأول في اللغة ابتداء الشيء ثم قد يكون له ثان وقد لا يكون . كما تقول : هذا أول ما اكتسبته . فقد تكتسب بعده شيئا وقد لا تكتسب . كذا ذكره جماعة ، منهم الواحديّ في ( تفسيره ( ، والزجاج . ومن فروع المسألة ، ما لو قال : إن كان أول ولد تلدينه ذكرا فأنت طالق ، تطلق إذا ولدته ، وإن لم تلد غيره ، بالاتفاق . قال أبو عليّ : اتفقوا على أنه ليس من شرط كونه أولا ، أن يكون بعده آخر . وإنما الشرط أن لا يتقدم عليه غيره . انتهى .

وما ذكر أظهر مما للزمخشري هنا { وما نحن بمنشرين } أي مبعوثين .