فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِنَّ هَـٰٓؤُلَآءِ لَيَقُولُونَ} (34)

{ إِنَّ هَؤُلَاءِ } أي كفار قريش ، لأن الكلام فيهم ، وقصة فرعون مسوقة للدلالة على استوائهم في الإصرار على الكفر ، { لَيَقُولُونَ34{ إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولَى } التي نموتها في الدنيا ، ولا حياة بعدها ولا بعث ، وهو معنى قوله { وَمَا نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ } أي بمبعوثين ، يقال أنشر الله الموتى ونشرهم إذا بعثهم ، وليس في الكلام قصد إلى إثبات موتة أخرى ، بل المراد ما العاقبة ونهاية الأمر ، إلا الموتة الأولى المزيلة للحياة الدنيوية .

قال الرازي وابن الخطيب المعنى أنه لا يأتينا من الأحوال الشديدة إلا الموتة الأولى ، وهذا الكلام يدل على أنه لا تأتيهم الحياة الثانية البتة ، فلا حاجة إلى التكلف الذي ذكره الزمخشري في هذا المقام ،