وقوله - سبحانه - : { أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ } بيان لفضيلة ثانية من الفضائل التى تؤدى إلى مجاهدة النفس ، وحملها على طاعة الله - تعالى - .
والمسغية : المجاعة ، مصدر ميميى بمعنى السَّغَب ، يقال : سغب الرجل - كفرح ونصر - إذا أصابه الجوع . ووصف اليوم بذلك على سبيل المبالغة كما فى قولهم : نهارة صائم . .
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائى " أطعم " بصيغة الفعل الماضى .
أى : اقتحام العقبة . أى : التمكن من حمل النفس على طاعة الله - تعالى - يتمثل فى فك الرقاب . وفى إطعام المحتاجين فى يوم يشتد فيه جوعهم .
وقوله : «أوْ أطْعَمَ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ » يقول : أو أطَعَمَ في يوم ذي مجاعة ، والساغب : الجائع .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس «أوْ أطْعَمَ فِي يَوْم ذِي مَسْغَبَةٍ » : يوم مجاعة .
حدثنا الحسن بن عرفة ، قال : ثني خالد بن حيان الرقي أبو يزيد ، عن جعفر بن برقان ، عن عكرِمة في قول الله : «أوْ أطْعَمَ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ » قال : ذي مجاعة .
حدثني محمد بن عمر ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحرث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله : فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ قال : الجوع .
حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : «أوْ أطْعَمَ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ » يقول : يوم يُشْتَهَى فيه الطعام .
حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا وكيع ، عن سفيان ، عن عثمان الثقفيّ ، عن مجاهد ، عن ابن عباس فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ قال : مجاعة .
حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا مهران ، عن سفيان ، عن عثمان بن المُغيرة ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، مثله .
حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : حدثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ قال : مجاعة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.