المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{ثُمَّ كَلَّا سَيَعۡلَمُونَ} (5)

5- ثم زجراً لهم ، سيعلمون ذلك عندما يحل بهم النكال .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{ثُمَّ كَلَّا سَيَعۡلَمُونَ} (5)

ثم هدد - سبحانه - هؤلاء المستهزئين بما جاء به النبى صلى الله عليه وسلم تهديدا شديدا ، فقال { كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ . ثُمَّ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ } .

و " كلا " حرف زجر وردع ، والمقصود بها هنا : ردع أولئك المتسائلين عن النبأ العظيم ، ونوعدهم على اختلافهم فى شأنه .

أى : كلا ليس الأمر كما يتوهمه أولئك المتسائلون ، من استهزائهم بما جاءهم به الرسول صلى الله عليه وسلم ومن إنكارهم لكون القرآن الكريم من عند الله ، أو لكون البعث حق . بل الحق كل الحق أن الرسول صلى الله عليه وسلم صادق كل الصدق فيما يبلغه عن ربه ، وأن هؤلاء المتسائلين سيرون عما قريب سوء عاقبة استهزائهم واختلافهم .

والجملة الثانية وهى قوله : { ثُمَّ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ } جئ بها لزيادة التهديد والوعيد ، ولبيان أن الوعيد الثانى أشد وأبلغ من الوعيد الأول .

وحذف مفعول { سَيَعْلَمُونَ } للتعميم والتهويل ، أى : سيعلمون علم اليقين ما سيحل بهم من عذاب مقيم ، وسيرون ذلك رأى العين عما قريب ، كما قال - تعالى - { إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً . وَنَرَاهُ قَرِيباً }

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{ثُمَّ كَلَّا سَيَعۡلَمُونَ} (5)

وتكراره وتكرار الجملة كلها فيه من التهديد ما فيه .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{ثُمَّ كَلَّا سَيَعۡلَمُونَ} (5)

ثم كلا سيعلمون تكرير للمبالغة و ثم للإشعار بأن الوعيد الثاني أشد وقيل الأول عند النزع والثاني في القيامة أو الأول للبعث والثاني للجزاء وعن ابن عامر ستعلمون بالتاء على تقدير قل لهم ستعلمون .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{ثُمَّ كَلَّا سَيَعۡلَمُونَ} (5)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

وعيد على أثر وعيد...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

وقوله:"كَلاّ "يقول تعالى ذكره: ما الأمر كما يزعم هؤلاء المشركون الذين ينكرون بعث الله إياهم أحياء بعد مماتهم، وتوعدهم جلّ ثناؤه على هذا القول منهم، فقال: "سَيَعْلَمُونَ" يقول: سيعلم هؤلاء الكفار المُنكرون وعيد الله أعداءه، ما الله فاعل بهم يوم القيامة، ثم أكد الوعيد بتكرير آخر، فقال: ما الأمر كما يزعمون من أن الله غير محييهم بعد مماتهم، ولا معاقبهم على كفرهم به، سيعلمون أن القول غير ما قالوا إذا لقُوا الله، وأفضوا إلى ما قدّموا من سيئ أعمالهم.

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

... وأما تكرير الردع، ففيه وجهان؛

(الأول): أن الغرض من التكرير التأكيد والتشديد، ومعنى ثم الإشعار بأن الوعيد الثاني أبلغ من الوعيد الأول وأشد.

(والثاني): أن ذلك ليس بتكرير، ثم ذكروا وجوها؛

(أحدها): قال الضحاك الآية الأولى للكفار والثانية للمؤمنين أي سيعلم الكفار عاقبة تكذيبهم وسيعلم المؤمنون عاقبة تصديقهم.

(وثانيها) قال القاضي: ويحتمل أن يريد بالأول سيعلمون نفس الحشر والمحاسبة، ويريد بالثاني سيعلمون نفس العذاب إذا شاهدوه.

وثالثها: {كلا سيعلمون} ما الله فاعل بهم يوم القيامة {ثم كلا سيعلمون} أن الأمر ليس كما كانوا يتوهمون من أن الله غير باعث لهم.

(ورابعها): {كلا سيعلمون} ما يصل إليهم من العذاب في الدنيا، وكما جرى على كفار قريش يوم بدر {ثم كلا سيعلمون} بما ينالهم في الآخرة.

المسألة الثالثة: جمهور القراء قرأوا بالياء المنقطة من تحت في (سيعلمون) وروي بالتاء المنقطة من فوق عن ابن عامر. قال الواحدي: والأول أولى، لأن ما تقدم من قوله: {هم فيه مختلفون} على لفظ الغيبة، والتاء على قل لهم: ستعلمون، وأقول: يمكن أن يكون ذلك على سبيل الالتفات، وهو ههنا متمكن حسن، كمن يقول: إن عبدي يقول كذا وكذا، ثم يقول لعبده: إنك ستعرف وبال هذا الكلام.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

ارتقاء في الوعيد والتهديد فإن {ثم} لما عَطفتَ الجملة فهي للترتيب الرتبي، وهو أن مدلول الجملة التي بعدها أرقى رتبة في الغرض من مضمون الجملة التي قبلها، ولما كانت الجملة التي بعد {ثم} مثل الجملة التي قبل {ثم} تعيّن أن يكون مضمون الجملة التي بعد {ثم} أرقى درجة من مضمون نظيرها. ومعنى ارتقاء الرتبة أن مضمون ما بعد {ثم} أقوى من مضمون الجملة التي قبل {ثم}، وهذا المضمون هو الوعيد، فلما استفيد تحقيق وقوع المتوعد به بما أفاده التوكيد اللفظي إذ الجملة التي بعد {ثم} أكدت الجملة التي قبلها تعيّن انصراف معنى ارتقاء رتبة معنى الجملة الثانية هو أن المتوعد به الثاني أعظم مما يحسبون.

وضمير {سيعلمون} في الموضعين يجري على نحو ما تقدم في ضمير {يتساءلون} [النبأ: 1] وضمير {فيه مختلفون} [النبأ: 3].

تفسير من و حي القرآن لحسين فضل الله 1431 هـ :

{ثمّ كلاّ سيعْلَمُون} فنحن نرفض هذا الأسلوب الذي يثير الشكّ حول الحقائق من منطلق الاستبعاد، كما لو كانت القدرة الإلهية التي تتعلّق به أمراً يثير الشكّ ويقبل الرّيب.. إننا نرفض طريقتهم التضليلية بشدّة.

ويبقى الغموض في تفاصيل النّبأ العظيم، لكنّه ليس الغموض الذي يثير العجب في جعله مورداً للسؤال، لأنه معلومٌ لكلّ أحد، حتى أنه لا يحتاج أحدٌ إلى ذكره.