نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{ثُمَّ كَلَّا سَيَعۡلَمُونَ} (5)

وعظم رتبة هذا الردع والتهديد والزجر والوعيد بقوله : { ثم كلا } أي أن أمره في ظهوره رادع عن الاختلاف{[71063]} في أمره { سيعلمون * } أي بعد الموت بعد علمهم قبله ما يكون من أمره بوعد صادق لا شك فيه ، ويصير حالهم إذا ذاك حال العالم في كفهم عن العناد ، وهم بين ذلول وذليل وحقير وجليل ، فأما من اخترناه منه للإيمان فيكون ذلولاً ، ومن أردنا شقاءه بالكفران فتراه ناكساً ذليلاً ، ويشترك الكل بالذوق في حق اليقين ، وقد-{[71064]} كان هذا كما قال الجليل بعد زمن قليل ، عندما أوقعتهم أيام الله وأرغمت منهم الأنوف{[71065]} وأذلت الجباه ، وقراءة{[71066]} ابن عامر على ما قيل عنه بتاء الخطاب أعظم في{[71067]} الوعيد وأدل على{[71068]} الاستعطاف للمتاب .


[71063]:من ظ و م، وفي الأصل: اختلاف.
[71064]:زيد من ظ.
[71065]:في م: الأنف.
[71066]:من ظ و م، وفي الأصل: قرأ.
[71067]:من ظ و م، وفي الأصل: من.
[71068]:من ظ و م، وفي الأصل: في.