إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{ثُمَّ كَلَّا سَيَعۡلَمُونَ} (5)

وقولُه تعالى : { ثُمَّ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ } تكريرٌ للردعِ والوعيدُ للمبالغةِ في التأكيدِ والتشديدِ ، وثمَّ للدلالةِ على أنَّ الوعيدَ الثَّاني أبلغُ وأشدُّ وقيلَ الأولُ عند النزعِ والثانِي في القيامةِ وقيلَ الأولُ للبعثِ والثاني للجزاءِ . وقُرِئَ ( ستعلمونَ ) بالتاءِ على نهجِ الالتفاتِ إلى الخطابِ الموافقِ لما بعدَهُ الخطاباتِ تشديداً للردعِ والوعيدِ لا على تقديرِ قُل لهم كما تُوُهم ، فإنَّ فيهِ من الإخلالِ بجزالةِ النظمِ الكريمِ مَا لاَ يَخْفى .