اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{ثُمَّ كَلَّا سَيَعۡلَمُونَ} (5)

ثم إنه - تعالى- كرر الردع والتهديد فقال سبحانه { ثُمَّ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ } وهو وعيدٌ بأنهم سوف يعلمون أنَّ ما يتساءلون عنه ويضحكون منه حق لا دافع له ، وأما تكرير الردع ، فقيل : للتأكيد ، ومعنى «ثُمَّ » الإشعار بأن الوعيد الثاني أبلغ من الوعيد الأول وأشد .

وقيل : ليس بتكرير .

قال الضحاك : الأولى للكفار ، والثانية للمؤمنين أي : سيعلم الكفار عاقبة تكذيبهم ، وسيعلم المؤمنون عاقبة تصديقهم{[59109]} .

وقال القاضي : يحتمل أن يريد بالأول سيعلمون معنى العذاب إذا شاهدوه ، وبالثاني : سيعلمون العذاب .

وقيل : { كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ } ما الله فاعل بهم يوم القيامة { ثُمَّ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ } أنَّ الأمر ليس كما كانوا يتوهَّمون من أن الله غير باعث لهم .


[59109]:أخرجه الطبري في "تفسيره" (12/397)، وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (6/499)، عن الضحاك.