ثم ذكر - سبحانه - حال المجرمين يوم القيامة فقال : { وَيَوْمَ تَقُومُ الساعة يُبْلِسُ المجرمون } و { يُبْلِسُ } من الإِبلاس بمعنى السكوت والذهول وانقطاع الحجة ، يقال : أبلس الرجل ، إذا وقف ساكتا حائرا مبهوتا لا يجد ينقذه مما هو فيه من بلاء .
أى : ويوم تقوم الساعة ، ويشاهد المجرمون أهوالها ، يصابون بالذهوب والحيرة والسكوت المطبق ، لانقطاع حجتهم ، وشدة حزنهم وهمهم ، ويأسهم من النجاة يأسا تاما .
( ويوم تقوم الساعة يبلس المجرمون ، ولم يكن لهم من شركائهم شفعاء وكانوا بشركائهم كافرين . ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون . فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهم في روضة يحبرون . وأما الذين كفروا وكذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة فأولئك في العذاب محضرون ) . .
فها هي ذي الساعة التي يغفل عنها الغافلون ، ويكذب بها المكذبون . ها هي ذي تجيء ، أو ها هي ذي تقوم ! وهؤلاء هم المجرمون حائرين يائسين ، لا أمل لهم في نجاة ، ولا رجاء لهم في خلاص .
وقوله { ويوم } منصوب ب { يبلس } ، والإبلاس الكون في شر مع اليأس من الخير في ذلك الشر بعينه ، فإبلاسهم هو في عذاب الله تعالى ، وقرأ عامة القراء بكسر اللام ، وقرأ أبو عبد الرحمن{[9284]} وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، بفتحها ، وأبلس الربع إذا بلي وكأنه يئس من العمارة ومنه قول العجاج :
يا صاح هل تعرف رسماً مكرسا . . . قال نعم أعرفه وأبلسا{[9285]}
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.