المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{ٱلنَّجۡمُ ٱلثَّاقِبُ} (3)

2 - وأي شيء أعلمك ما حقيقة هذا النجم ؟ هو الذي ينفذ ضوؤه في الظلام .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{ٱلنَّجۡمُ ٱلثَّاقِبُ} (3)

وقوله { النجم الثاقب } بيان وتفسير للطارق ، والثاقب . أى : المضئ الذى يثقب الظلام ويخرقه بنوره فينفذ فيه ويبدده .

والجملة الكريمة مستأنفة ، وهى جواب عن سؤال مقدر نشأ مما قبله ، كأنه قيل : وما هو الطارق ؟ فكان الجواب : هو النجم الثاقب .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{ٱلنَّجۡمُ ٱلثَّاقِبُ} (3)

ثم يحدده ويبينه بشكله وصورته : ( النجم الثاقب )الذي يثقب الظلام بشعاعه النافذ . وهذا الوصف ينطبق على جنس النجم . ولا سبيل إلى تحديد نجم بذاته من هذا النص ، ولا ضرورة لهذا التحديد . بل إن الإطلاق أولى . ليكون المعنى : والسماء ونجومها الثاقبة للظلام ، النافذة من هذا الحجاب الذي يستر الأشياء . ويكون لهذه الإشارة إيحاؤها حول حقائق السورة وحول مشاهدها الأخرى . . كما سيأتي . .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{ٱلنَّجۡمُ ٱلثَّاقِبُ} (3)

َما أدْرَاكَ ما الطّارِقُ يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : وما أشعرك يا محمد ما الطارق الذي أقسمت به ؟ ثم بين ذلك جلّ ثناؤه ، فقال : هو النجم الثاقب ، يعني : يتوقد ضياؤه ويتوهّج . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثني عليّ ، قال : حدثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، في قوله : النّجْمُ الثّاقِبُ يعني : المضيء .

حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس النّجْمُ الثاقِبُ قال : هي الكواكب المضيئة ، وثقوبه : إذا أضاء .

حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا يحيى بن واضح ، قال : حدثنا الحسين ، عن يزيد ، عن عكرِمة ، في قوله : النّجْمُ الثّاقِبُ قال : الذي يثقب .

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحرث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قول الله : الثّاقِبُ قال : الذي يتوهَج .

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة : ثقوبه : ضوءه .

حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : حدثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة النّجْمُ الثّاقِبُ : المضيء .

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : النّجْمُ الثّاقِبُ قال : كانت العرب تسمي الثّريّا النجم ، ويقال : إن الثاقب النجم الذي يقال له زُحَل . والثاقب أيضا : الذي قد ارتفع على النجوم ، والعرب تقول للطائر : إذا هو لحق ببطن السماء ارتفاعا : قد ثَقَب ، والعرب تقول : أثقِب نارك : أي أضئها .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{ٱلنَّجۡمُ ٱلثَّاقِبُ} (3)

وقوله : { النجم } خبر عن ضمير محذوف تقديره : هو ، أي الطارق النجم الثاقب .

والثقب : خرق شيء ملتئم ، وهو هنا مستعار لظهور النور في خلال ظلمة الليل . شبه النجم بمسمار أو نحوه ، وظهورُ ضوئه بظهور ما يبدو من المسمار من خلال الجسم الذي يثقبه مثل لَوح أو ثَوب .

وأحسب أن استعارة الثقب لبروز شعاع النجم في ظلمة الليل من مبتكرات القرآن ولم يرد في كلام العرب قبل القرآن . وقد سبق قوله تعالى : { فأتبعه شهاب ثاقب } في سورة الصافات ( 10 ) ، ووقع في تفسير القرطبي } : والعرب تقول اثقُب نارك ، أي أضئها ، وساق بيتاً شاهداً على ذلك ولم يعزه إلى قائل .

والتعريف في { النجم } يجوز أن يكون تعريف الجنس كقول النابغة :

أقول والنجمُ قد مَالت أواخِره *** البيت

فيستغرق جميع النجوم استغراقاً حقيقياً وكلها ثاقب فكأنه قِيلَ ، والنجوم ، إلا أن صيغة الإفراد في قوله : { الثاقب } ظاهر في إرادة فرد معيّن من النجوم ، ويجوز أن يكون التعريف للعهد إشارة إلى نجم معروف يطلق عليه اسم النجم غالباً ، أي والنجم الذي هو طارق .

ويناسب أن يكون نجماً يَطلع في أوائل ظلمة الليل وهي الوقت المعهود لِطروق الطارقين من السائرين . ولعل الطارق هو النجم الذي يسمى الشاهد ، وهو نجم يظهر عقب غروب الشمس ، وبه سميت صلاة المغرب « صلاةَ الشاهد » .

روى النسائي : " أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن هذه الصلاة ( أي العصر ) فرضت على من كان قبلكم فضيعوها " إلى قوله : " ولا صلاة بعدَها حتى يطلع الشاهد " .

وقيل : أريد ب { الطارق } نوع الشهب ، روي عن جابر بن زيد : أن النجم الطارق هو كوكب زُحل ( لأنه مبرز على الكواكب بقوة شعاعه ) . وعنه : أنه الثريا ( لأن العرب تطلق عليها النجم علماً بالغَلبة ) ، وعن ابن عباس : أنه نجوم برج الجَدي ، ولعل ذلك النجم كان معهوداً عند العرب واشتهر في ذلك في نجم الثريا .

وقيل : أريد بالطارق نوع الشهب ( أي لأن الشهاب ينقضّ فيلوح كأنه يَجري في السماء كما يسير السائر إذا أدركه الليل ) . فالتعريف في لفظ { النجم } للاستغراق ، وخص عمومه بوقوعه خبراً عن ضمير { الطارق } أي أن الشهاب عند انقضاضه يرى سائراً بسرعة ثم يغيب عن النظر فيلوح كأنه استقر فأشبه إسراع السائر ليلاً ليبلغ إلى الأحياء المعمورة فإذا بلغها وقف سيره .