فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{ٱلنَّجۡمُ ٱلثَّاقِبُ} (3)

{ النجم الثاقب } أي المضيء ومنه يقال النجم ثقوبا إذا أضاء وثقوبه ضوؤه ، قال مجاهد : الثاقب المتوهج وقيل المرتفع العالي ، قال سفيان : كل ما في القرآن " وما أدراك " فقد أخبره ، وكل شيء قال " ما يدريك " لم يخبره .

وقيل هو نجم في السماء السابعة وهو زحل لا يسكنها غيره من النجوم ، وإذا أخذت النجوم أمكنتها من السماء هبط فكان معها ثم يرجع إلى مكانه السماء السابعة ، فهو طارق حين ينزل وحين يصعد .

ولم يقل : والنجم الثاقب ، مع أنه أخضر وأظهر فعدل عنه تفخيما لشأنه فأقسم أولا بما يشترك فيه هو وغيره وهو الطارق ، ثم فسره بالنجم إزالة لذلك الإبهام الحاصل بالاستفهام ، والجملة مستأنفة جواب سؤال مقدر نشأ مما قبله كأنه قيل ما هو فقيل هو النجم الثاقب .