غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{ٱلنَّجۡمُ ٱلثَّاقِبُ} (3)

ثم إنه تعالى بين أنه أراد بالطارق في الآية { النجم الثاقب } أي هو طارق عظيم الشأن رفيع القدر وهو جنس النجم الذي يهتدى به في ظلمات البحر والبر . قال علماء اللغة : سمي ثاقباً لأنه يثقب الظلام بضوئه كما سمي درياً لأن يدرأوه أي يدفعه ، أو لأنه يطلع من المشرق نافذاً في الهواء كالشيء الذي يثقب الشيء ، أو لأنه إذا رمي به الشيطان ثقبه أي نفذ فيه وأحرقه . وقد خصه بعضهم بزحل لأنه يثقب بنوره سمك سبع سماوات . وقال ابن زيد : هو الثريا . وروى أن أبا طالب أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأتحفه بخبز ولبن ، فبينما هو جالس يأكل إذا انحط نجم فامتلأ ما ثم نوراً ففزع أبو طالب وقال : أيّ شيء هذا ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : هذا نجم رمي به وهو آية من آيات الله فعجب أبو طالب ونزلت السورة .

/خ17