المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{فِيهِمَا فَٰكِهَةٞ وَنَخۡلٞ وَرُمَّانٞ} (68)

68- فيهما فاكهة من صنوف مختلفة ونخل ورمان{[216]} .


[216]:قد يكون وجه تخصيص النخل والرمان هو فضل ثمارهما على غيرهما من الثمار لما أودع الله فيهما من مزايا أثبت العلم وجودها فيهما، فبتحليل التمر كيماويا وجد أنه يحتوي على نسبة مرتفعة من السكريات (75 % تقريبا) فمعظمهما من سكر القصب، وكذلك السكر المحول (سكر الفاكهة وسكر العنب ـ الفركتوز والجلوكوز) وهو سهل الاحتراق ويستفيد الجسم منه في إنتاج طاقة عالية وسعر حراري كبير. ولعل ذلك كان وجه الحكمة في أمر الله للسيدة مريم بتناول الرطب كي يعوضها عما بذلته وفقدته أتناء المخاض. هذا فضلا عن أن التمر يحوي أيضا نسبة عالية من الكالسيوم والحديد والفوسفور التي يحتاج إليها الجسم ومقدارا مناسبا من (حمض النيكوتنيك) الفيتامين الواقي من مرض البلاجرا (وفيتاميني أ، ب) ويحتوي أيضا على نسبة من البروتينات والدهنيات وكل هذه المكونات تجعل من البلح غذاء كاملا. أما الرمان فيحتوي لبه أو عصيره على نسبة مرتفعة (إذا قيس بغيره من الفواكه) من حمض الليمونيك الذي يساعد عند احتراقه على تقليل أثر الحموضة في البول والدم مما يكون سببا في تجنب النقرس وتكوين بعض حصى الكلي. هذا فضلا عن احتواء عصير الرمان على نسبة لا بأس بها من السكريات (حوالي 11% ) السهلة الاحتراق، والمولدة للطاقة. كما أن قشر الرمان به مادة عفصية قابضة (تنينية) تقي الأمعاء مما يصيبها من إسهال كما أن قشور سيقان أشجار الرمان تستخدم في القضاء على الدودة الشريطية.
 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{فِيهِمَا فَٰكِهَةٞ وَنَخۡلٞ وَرُمَّانٞ} (68)

{ فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ } وعطف - سبحانه - النخل والرمان على الفاكهة مع أنهما منهما ، لفضلهما ، فكأنهما لما لهما من المزية جنسان آخران .

أو - كما يقول صاحب الكشاف - : لأن النخل ثمره فاكهة وطعام ، والرمان فاكهة ودواء ، فلم يخلصا للتفكه ، ولذا قال أبو حنيفة - رحمه الله - إذا حلف لا يأكل فاكهة ، فأكل رمانا أو رطبا لم يحنث .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{فِيهِمَا فَٰكِهَةٞ وَنَخۡلٞ وَرُمَّانٞ} (68)

( فيهما فاكهة ونخل ورمان ) . . وهناك : ( من كل فاكهة زوجان )

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{فِيهِمَا فَٰكِهَةٞ وَنَخۡلٞ وَرُمَّانٞ} (68)

القول في تأويل قوله تعالى : { فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمّانٌ * فَبِأَيّ آلآءِ رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ * فِيهِنّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ * فَبِأَيّ آلآءِ رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ } .

يقول تعالى ذكره : وفي هاتين الجنتين المدهامّتين فاكهة ونخل ورمّان .

وقد اختلف في المعنى الذي من أجله أعيد ذكر النخل والرمان وقد ذُكر قبل أن فيهما الفاكهة ، فقال بعضهم : أعيد ذلك لأن النخل والرمان ليسا من الفاكهة .

وقال آخرون : هما من الفاكهة وقالوا : قلنا هما من الفاكهة ، لأن العرب تجعلهما من الفاكهة ، قالوا : فإن قيل لنا : فكيف أعيدا وقد مضى ذكرهما مع ذكر سائر الفواكه ؟ قلنا : ذلك كقوله : حافِظوا على الصّلَوَاتِ والصّلاةِ الوُسْطَى فقد أمرهم بالمحافظة على كلّ صلاة ، ثم أعاد العصر تشديدا لها ، كذلك أعيد النخل والرمّان ترغيبا لأهل الجنة . وقال : وذلك كقوله : أَلمْ تَرَ أنّ اللّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السّمَواتِ وَمَنْ فِي الأرْضِ ، ثم قال : وكَثِيرٌ مِنَ النّاس وكَثِيرٌ حَقّ عَلَيْهِ العذَابُ ، وقد ذكرهم في أوّل الكلمة في قوله : مَنْ فِي السّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأرْضِ .

حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : حدثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن رجل ، عن سعيد بن جُبير ، قال : نخل الجنة جذوعها من ذهب ، وعروقها من ذهب ، وكرانيفها من زمرد ، وسعفها كسوة لأهل الجنة ، ورطبها كالدلاء ، أشدّ بياضا من اللبن ، وألين من الزبد ، وأحلى من العسل ، ليس له عَجَم .

قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن زيد بن أسلم ، عن وهب الذماري ، قال : بلغنا أن في الجنة نخلاً جذوعها من ذهب ، وكرانيفها من ذهب ، وجريدها من ذهب ، وسعفها كسوة لأهل الجنة ، كأحسن حلل رآها الناس قط ، وشماريخها من ذهب ، وعراجينها من ذهب ، وثفاريقها من ذهب ، ورطبها أمثال القِلال ، أشدّ بياضا من اللبن والفضة ، وأحلى من العسل والسكر ، وألين من الزّبد والسّمْن .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{فِيهِمَا فَٰكِهَةٞ وَنَخۡلٞ وَرُمَّانٞ} (68)

فيهما فاكهة ونخل ورمان عطفهما على الفاكهة بيانا لفضلهما فإن ثمرة النخل فاكهة وغذاء وثمرة الرمان فاكهة ودواء واحتج به أبو حنيفة رضي الله تعالى عنه على أن من حلف لا يأكل فاكهة فأكل رطبا أو رمانا لم يحنث .