معاني القرآن للفراء - الفراء  
{فِيهِمَا فَٰكِهَةٞ وَنَخۡلٞ وَرُمَّانٞ} (68)

وقوله : { فِيهِما فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمانٌ } .

يقول بعض المفسرين : ليس الرمان ولا النخل بفاكهة ، وقد ذهبوا مذهباً ، ولكن العرب تجعل ذلك فاكهة .

فإن قلت : فكيف أعيد النخل والرمان إن كانا من الفاكهة ؟

قلت : ذلك كقوله : { حافِظُوا على الصَّلواتِ والصلاةِ الوُسْطَى } . وقد أمرهم بالمحافظة على كل الصلوات ، ثم أعاد العصر تشديداً لها ، كذلك أعيد النخل والرمان ترغيباً لأهل الجنة ، ومثله قوله في الحج : { أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ في السَّماواتِ وَمَنْ في الأَرْضِ } ثم قال : { وكَثيرٌ مِّن الناسِ ، وكثيرٌ حَقَّ عليه الْعَذابُ } . وقد ذكرهم في أول الكلمة في قوله : { مَنْ في السّماواتِ ومَن في الأرضِ } ، وقد قال بعض المفسرين : إنما أراد بقوله : { مَنْ في السماواتِ ومن في الأرضِ } الملائكة ، ثم ذكر الناس بعدهم .