الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{فِيهِمَا فَٰكِهَةٞ وَنَخۡلٞ وَرُمَّانٞ} (68)

{ فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ } كأنما أعاد ذكر النخل والرمان وهما من حملة الفاكهة للتخصيص والتفضيل ، كقوله :

{ مَن كَانَ عَدُوّاً للَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ } [ البقرة : 98 ] وقوله :

{ حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى } [ البقرة : 238 ] وقوله :

{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ } [ الحج : 18 ] ثم قال :

{ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ } [ الحج : 18 ] وقوله سبحانه :

{ وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّيْنَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِن نُّوحٍ } [ الأحزاب : 7 ] .

أخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا ابن شيبة ، قال : حدّثنا الفريابي قال : حدّثنا سحاب بن الحرث قال : أخبرنا علي بن مسير عن مسيعر عن عمرو بن مرّة عن أبي عبيدة قال : إن نخل الجنّة نضدها ما بين أصله إلى فرعه ، وثمره كأمثال القلال ، كلّما نُزعتْ عادت مكانها أُخرى ، العنقود منها اثنا عشر ذراعاً ، وأنهارها تجري في غير أُخدود .

قال : قلت : من حدّثك ؟ قال : أما إنّي لم اخترعه ، حدّثني مسروق .

وأخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا ابن حمدان قال : حدّثنا ابن ماهان قال : حدّثنا موسى بن إسماعيل قال : حدّثنا حماد بن سلمة عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " نظرت إلى الجنة فإذا الرمانة من رمانها كجلد البعير المقتب ، وإذا طيرها كالبخت ، وإذا فيها جارية ، قلت : يا جارية ، لمن أنت ؟ قالت : لزيد بن حارثة ، وإذا في الجنة ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر " .

{ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } قال الكسائي : ذكر الله سبحانه وتعالى الجنتين والجنتين ثم جمعهن فقال : { فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ }