فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فِيهِمَا فَٰكِهَةٞ وَنَخۡلٞ وَرُمَّانٞ} (68)

{ فيهما فاكهة ونخل ورمان } هذا من صفات الجنتين المذكورتين قريبا والنخل والرمان – وإن كانا من الفاكهة- لكنهما خصصا بالذكر لمزيد حسنهما ، وكثرة نفعهما بالنسبة إلى سائر الفواكه كما حكاه الزجاج والأزهري وغيرهما ، وقيل إنما خصهما لكثرتهما في أرض العرب ، قال الخطيب ، كانا عندهم في ذلك الوقت بمنزلة البر عندنا ، لأن النخل عامة قوتهم ، والرمان كالشراب ، فكان يكثر غرسهما عندهم لحاجتهم إليهما ، وكانت الفواكه عندهم الثمار التي يعجبون بها وقيل : خصهما لأن النخل فاكهة وطعام ، والرمان فاكهة ودواء ، وقد ذهب إلى أنهما من جملة الفاكهة جمهور أهل العلم ، وبه قال الشافعي فيحنث بأكل أحدهما من حلف لا يأكل فاكهة ، وحينئذ فعطفهما عليها من عطف الخاص على العام تفصيلا ولم يخالف في ذلك إلا أبو حنيفة رحمه الله وقد خالفه صاحباه أبو يوسف ومحمد ، وهو قول خلاف قول أهل اللغة ولا حجة له في الآية .